حديث العبادي جاء على هامش لقائه وفدا من أهالي منطقة المعامل ببغداد التي شهدت احتجاجات واسعة على سوء الخدمات. ويأتي حديث العبادي هذا في الوقت الذي تشهد فيه المناطق الشمالية خروقات أمنية قامت بها عناصر من تنظيم "داعش" عبر نصب كمائن للقوات الأمنية.
بعض المراقبين يرى أن الوضع الأمني يهدد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في شهر مايو المقبل، وهناك من يرى أن مهمة السيد العبادي ليست سهلة في ظل تنصيب السيد جون بولتون مستشارا للأمن القومي الأمريكي، والذي يعد من الداعمين لقرار غزو العراق بقوة عام 2003، كما أنه صاحب مقولة "القصف هو السبيل الوحيد لإيقاف النووي الإيراني."
ومن المتوقع أن يؤثر أداء بولتون وأفكاره على الأوضاع في العراق، لاسيما في الملفات التي يكون فيها النفوذ الإيراني حاضرا بقوة، كما يمكن أن يصبح موضوع الحشد الشعبي قضية خلاف، وقد تتعطل العلاقات الأمريكية العراقية على نطاق أوسع، بما في ذلك الجانب المالي وجانب الانتخابات.
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور باسم الكناني:
"إن تنظيم "داعش" في العراق بدأ منذ مدة بشن عمليات استنزافية تجري بين مدة وأخرى عبر نصب الحواجز على الطرق واستهداف المدنيين وخطف بعض العناصر الأمنية، ونشاط الجماعات الإرهابية برزت بعد أن شعرت أن الهمم قد ضعفت مع انشغال المسؤولين بعملية الانتخابات، وأعتقد إن الشأن الأمني قل حيزه في المناقشات الرسمية مما أدى إلى ظهور الإرهابيين مرة أخرى. كما يجب الإشارة إلى قضية صعود جون بولتون كرئيس للأمن القومي الأمريكي، وهذا الرجل معروف بخططه تجاه العراق منذ فترة الرئيس الأمريكي بوش الأب، ولهذا الشخص أيادي واضحة بالشأن العراقي، والسياسية الأمريكية الحالية لديها اجندات أكبر من العراق ولديها موضوعات أهم، قد تجعل من العراق في مرتبة ثانية، يضاف إلى ذلك التأثيرات الجيوسياسية المحيطة في العراق، فهناك تأثيرات ما يحصل في سوريا من حيث انعكاسها الإيجابي على الداخل السوري بفعل التدخل الروسي وفي نفس الوقت لها انعكاس سلبي على العراق، باعتبار أنه يؤدي إلى إعادة نشأة لـ "داعش" داخل العراق."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون