سبوتنيك. في الذكرى الثالثة للحرب أقام "ملتقى الرقي والتقدم" بالتعاون مع منظمة "النجمة الحمراء" والجالية العربية والمركز الثقافي الروسي العربي يوم أمس مؤتمرا بعنوان "اليمن…حضارة تحت النار…حرب أم حوار"، تم خلاله توقيع وثيقة تفاهم وتعاون مشترك بين "ملتقى الرقي والتقدم" برئاسة العميد يحيى محمد عبد الله صالح و"صندوق القديس فونافيتيا" برئاسة السيدة نتاليا سيرغيفنا مونتسوفا في العاصمة الروسية موسكو. وخلال المؤتمر تم تكريم العميد يحيى محمد عبد الله صالح. رئيس "ملتقى الرقي والتقدم".
وفي حديث خاص لوكالة "سبوتنيك" أكد المستشار القانوني لـ"حزب المؤتمر الشعبي العام"، نزيه العماد، أنه تم تنظيم هذه الفعالية لاستعراض ما حصل خلال السنوات الثلاث من جرائم بشعة بحق اليمنيين التي طالت حتى الأطفال والنساء والشيوخ، والتي كان آخرها جريمة قتل الزعيم علي عبد الله صالح.
وقال العماد: "إن الحرب على اليمن بدأت كمغامرة من القيادة السعودية والتي ما زالت إلى الآن تكابر ولا تريد أن تعترف أنها لم تحقق أي هدف من أهدافها."
وأردف بقوله: "زعمت السعودية برغبتها في أن تحجم التواجد الإيراني في اليمن، ولكن في الحقيقة إيران لم تكن موجودة قبل العدوان ولا أخفيك سراً أنها الآن موجودة بقوة، وعام بعد عام ازدادت العلاقة الإيرانية الحوثية متانة، من الواضح أن الاهداف التي بدأ من أجلها ما يسمى بالتحالف العربي وعاصفة الحزم أثرت بمنحى عكسي تمام".
وناشد العماد وسائل الاعلام لتقوم بإيصال صوت ومعاناة المواطن اليمني للعالم أجمع، وتظهر حقيقة ما يجري على أرض الواقع، معربا عن أسفه على المواطن اليمني الذي يقع بين نارين، القصف السعودي من جهة والحصار الحوثي من جهة أخرى. وقال: "السعودية تمنع دخول المساعدات والمواد الغذائية وإن دخلت يتم المتاجرة بها من قبل الحوثيون في السوق السوداء."
وتابع المستشار القانوني لحزب المؤتمر الشعبي العام: "تظهر وسائل الاعلام السعودية واقعا مختلف تماما عما يجري، فهي تروج لانتصارات السعودية وتظهر فرح اليمنيين بالتدخل السعودي وهذا لايمت للواقع بصلة، الشعب اليمني أرهقته الحرب والأوبئة والحصار، فمن لم يقتل بالقصف توفي بفعل الأمراض والأوبئة ".
وعن الدور الروسي في الأزمة اليمنية أكد العماد أن روسيا كثيرا ماتحاول ايصال المساعدات الانسانية من مواد غذائية وأدوية وخاصة بعد تدمير مصانع الادوية، لكن السعودية هي المسيطرة على المعابر، لافتا إلى انه خلال هذه الفعالية سيتم توقيع اتفاقيات مع بعض المنظمات الخيرية الروسية ليتم ارسال المساعدات بشكل منظم واعطاء فكرة عن القنوات التي بالإمكان إيصال المساعدات عبرها للمواطنين اليمنيين المتضررين من الحرب بعيدا عن سوق السوداء الحوثية على حد قوله.
في سياق متصل أكد نائب رئيس لجنة الأمن في شؤون ريادة الأعمال الكسندر فيكتوروفيتش ايونوف أن روسيا تناولت مراراً وتكراراً مسألة اليمن في مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية. كما أوضح أن مهمة روسيا تتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية لليمن. فقبل كل شيء، هناك حاجة ملحة إلى ايصال المعونات الطبية والغذائية في إطار التعاون الإنساني حسب تعبيره، وأضاف: "موقف روسيا بناء تجاه الأزمة اليمينة. ونحن ندعو إلى الجلوس إلى طاولة الحوار ووقف فوري للأعمال العدائية".
وأردف بقوله: "من المخيب للآمال أنه لم يتم تطوير أي برنامج لتقديم المساعدات الإنسانية. الجميع ملتفتون إلى الأزمة السورية، كونها مسرح للصراعات الجيوسياسية. السعودية وشركائها لا يقتصرون على قصف المنشآت العسكرية فحسب، بل أيضا يقصفون البنى التحتية من المنازل، والمدارس، وروض الأطفال".