ومع مرور السنين، استطاع أحمد زكي، أن يصبح من نجوم الشباك في السينما المصرية، خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ويمتعنا خلال هذه الفترة بأدوار عبّرت عن كل فئات المجتمع المصري، بدءا من حارس العقار الصعيدي في "البيه البواب"، والمجنّد في الجيش في "البريء"، ورئيس الجمهورية في "ناصر 56" و"أيام السادات"، وضابط الشرطة المتعجرف المستغل لصلاحياته في "زوجة رجل مهم"، وهو الدور الذي جعل ممثل عالمي في قامة روبرت دي نيرو أن يشيد به.
ويروي الإعلامي عماد الدين أديب، في برنامجه "بهدوء" على قناة "سي بي سي"، أن دي نيرو تقابل مع أحمد زكي خلال مهرجان موسكو في الثمانينيات، بعد عرض فيلم "زوجة رجل مهم".
وعندما سأل أديب دي نيرو عن رأيه في الفيلم، أجابه: الفيلم رائع، ،فسأله زكي الذي لم يكن يجيد الإنجليزية: ماذا يخبرك، فأخبره أنه يبدي إعجابه بالفيلم، ثم تدخل دي نيرو في الحديث قائلا لأديب: Tell him, he is a Great Actor.
ولكن لم يفهم أحمد زكي تعليق دي نيرو، فواجهه دي نيرو وأشار باصبعه إلى صدر زكي، وقال له: You are Excellent Actor، فضحك زكي بعد أن فهم أخيراَ، وقال: Excellent يعني ممتاز، صح؟، ثم أخذ يطوف على أفراد الوفد المصري، ويقول لهم بفخر: بيقول لي Excellent يا ولاد الكلب.
وعرض فيلم "زوجة رجل مهم" بالسينمات في عام 1988، ويشارك في بطولته ميرفت أمين، وحسن حسني، ومن إخراج المخرج الراحل محمد خان.
وكانت تتسم مدرسة الأداء الخاصة بأحمد زكي، بتقمصه للشخصيات لدرجة التوحد، وهي الموهبة التي كانت سببا في عصبيته الشديدة، وتقلب مزاجه.
وبعد تجسيده لشخصيات تاريخية، هي الزعيمين المصريين جمال عبد الناصر وأنور السادات، و"عميد الأدب العربي" طه حسين، تبقى لزكي تجسيد شخصية مشهورة أخرى يعشقها، وهي المطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ.
وحقق عماد الدين أديب حلم صديقه، بإنتاجه له فيلم "حليم"، في عام 2006، والذي أصرّ على تقديمه رغم ظروفه الصحية، وإصابته بسرطان الرئة.
واستغل أحمد زكي وجود العديد من القواسم المشتركة بينه وبين حليم، من أجل إجادة تجسيده، ومنها أن كلاهما يتيمان.
ولكن لم يمهل القدر أحمد زكي، استكمال تصوير الفيلم، ورحل في 27 مارس/آذار 2005، عن عمر ناهز 56 عاما، واستكمل نجله الممثل هيثم أحمد زكي تصوير باقي المشاهد، في شخصية عبد الحليم حافظ في مرحلة الشباب.