وقال نعومكين، في لقاء خاص مع وكالة "سبوتنيك": "تقف روسيا في موقفها السياسي على مسافة متساوية من الجميع، وذلك للحفاظ على علاقات حسنة مع كافة أطراف النزاع. وتجري روسيا في الوقت الراهن، وكما كان عليه الحال سابقا، اتصالات مع مختلف الفرق المتنازعة، سواء فيما بينها في داخل البلاد، أو مع القوى الإقليمية المتورطة في النزاع اليمني، ومع قوى التحالف، ومع من يتهمهم التحالف بالتدخل في الشأن الداخلي".
وأوضح نعومكين بالقول: "يعني ذلك أن هناك السعودية وحلفاءها من جهة، ومن جهة أخرى هناك إيران. وهناك العديد من الدول الأخرى التي لها مواقفها الخاصة والمختلفة، قطر، تركيا، سلطنة عمان، وكذلك الكويت، وجميع هؤلاء لديهم مواقف مختلفة وحتى الإمارات لها موقفها الخاص. وكل ذلك يزيد من الوضع تعقيدا ويضفي عليه تناقضات أكبر، لكن وعلى الرغم من كل ذلك، تحافظ روسيا على علاقات حسنة مع الجميع وعلى حد سواء."
واعترف الخبير الروسي بأن "حجم المشاركة الروسية في اليمن منخفض"، وعلل ذلك بأسباب، أهمها أن "دور روسيا تبلور على وجه خاص عبر نشاطات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وهذا أمر معروف".
وأضاف نعومكين: "في الفترة الأخيرة حدث تحسن في علاقات روسيا مع حكومة هادي المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، واليوم يوجد سفير رسمي لهذه الحكومة في موسكو، وهذا لم يكن موجودا في السابق، وحضر إلى هنا وزير الخارجية وهذه العلاقات تتطور، وبالمناسبة في هذا العام سنحتفل بمرور 90 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا واليمن، وسنقيم احتفالا هنا في المعهد".
وأشار الخبير الروسي إلى أن روسيا دعمت الدور الكويتي للوساطة السياسية في اليمن، و"ندعم الآن دور سلطنة عمان في الوساطة"، معربا عن اعتقاده بأن "عمان لها حظ في تحقيق خطوات لوقف العميات العسكرية والهدنة، لما يتميز به موقفها المحايد في النزاع".
وأشاد نعومكين بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة، والمعين حديثا مارتن غليفنز، وأكد على أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها من جهد لدعم مهمته في الوصول إلى وقف للعمليات العسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأهالي في اليمن.
واعتبر الخبير الروسي أن الاتفاق ما بين القوى الإقليمية ركيزة أساسية لترسيخ التسوية السياسية في اليمن و"يبدو لي أن هناك أساسًا لهذا. لكن، لطالما أن القوى الإقليمية لم تتفق فيما بينها، سيكون من الصعب جدا التوفيق بين اليمنيين، ويبدو لي أن طريق التسوية سيكون من خلال فدرالية الدولة اليمنية، انطلاقا من حقيقة أن هناك دولة فدرالية غير مركزية ذات حقوق إقليمية واسعة، تتفق حولها الأطراف اليمنية من خلال المفاوضات".
وعبر نعومكين عن أسفه لأن "المجتمع الدولي لا يعطي الاهتمام المطلوب لليمن. الجميع مشغول بقضاياه الخاصة، والدول العظمى مشغولة بتسوية الحسابات فيما بينها، والدول الإقليمية مثل السعودية وإيران مشغولة في المواجهة ضد بعضها البعض، وفي نهاية المطاف أصبح كل ذلك، ضحية". وشدد الخبير الروسي على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن وزيادة حجمها، و"ليس بالقنابل، بل بالعمل على تعزيز إمكانيات اليمن".
هذا وتقود السعودية تحالفا عسكريا يضم الإمارات ودولا أخرى، بدأ في آذار/ مارس عام 2015، عملية عسكرية لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد "الحوثيين"، في استعادة إدارته لحكم البلاد.
وأسفر النزاع، بحسب إحصائيات هيئات ومنظمات أممية، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تردي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة خاصة الكوليرا، وتراجع حجم الاحتياطيات النقدية.
ورداً على عمليات التحالف تكثف جماعة "أنصار الله" عملياتها على الحدود اليمنية السعودية، وتستهدف بشكل مستمر مواقع عسكرية سعودية في قطاعات جازان ونجران وعسير جنوب غربي المملكة.