تطاير شعر سوزي دلشاد، الأشقر النحاسي، من تحت خوذة بيضاء تماشيت مع طبعات بزيها الرياضي بلونه الأزرق، وهي تعانق خط نهاية الطريق — قبضة الفوز في المرحلة الأولى من بطولة أقامها الدوري العراقي للدراجات في المنطقة الشمالية مؤخرا ً.
وقالت سوزي دلشاد، ذات العشرين عاماً، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم السبت، 31 مارس/آذار: "أحرزت المركز الأول في المرحلة الأولى للسباق الفردي العام، للدراجات الهوائية الذي أقامه الدوري العراقي للدراجات، للمنطقة الشمالية نهاية الشهر، في طريق بردي الرابط بين أربيل "مركز إقليم كردستان"، ومحافظة كركوك "شمالي بغداد".
وأوضحت سوزي، أن عدد الفرق التي تنافست في السابق، ستة والفريق الواحد يضم أربع لاعبات من مختلف أنحاء العراق وإقليم كردستان، مشيرة إلى أن طول الطريق الذي أقيمت عليه المرحلة الأولى من البطولة (20 كم).
وعن انطلاق المرحلة الثانية من البطولة، أخبرتنا سوزي، أن موعدها الشهر المقبل، متوقعة أن تكون على الطريق الواصل بين محافظة دهوك التابعة لإقليم كردستان، وكركوك أيضا.
وأكدت سوزي، أنها ستشارك في المرحلة الثانية من البطولة، وتسعى لإحراز المركز الأول كذلك، وأيضا ً في المرحلة الثالثة أي الأخيرة.
ونوهت سوزي في حديثها، إلى أنها تستعد حاليا إلى بطولة أوروبية للدراجات الهوائية، دعيت إليها في إيطاليا، للتسابق مع نحو (2000) شخص — ما بين نساء ورجال وشباب وكبار في السن، وأطفال حتى، في شهر تموز/يوليو المقبل.
وذكرت، أنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها ببطولة أوروبية، سبق تسابقت في إيطاليا أيضا ً، لافتة إلى بطولة أخرى — عربية ستمثل العراق فيها قريباً.
واستطاعت سوزي، من تأطير حلمها بواقع مزين بزهور البنفسج، بمنح الفتيات المرح بقيادة الدراجات الهوائية، تغلباً على التقاليد السائدة المقيدة لحرية المرأة في العراق، بافتتاح محل خاص بها.
مئات الدراجات الهوائية رصتها "سوزي دلشاد"، داخل سقيفة أنيقة تنسدل منها ستارة بلون البنفسج أيضاً، في "بارك هواري شار" بمدينة سليمانية ثاني مدن إقليم كردستان، وأجملها.
وفي وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، التقت مراسلتنا، في العراق، بسوزي دلشاد، وهي لاعبة دراجات المنتخب العراقي، وبطلة العراق والعرب لثمانية سنوات، وحدثتنا عن مشورعها الذي افتتحته في مسقط رأسها بمحافظة السليمانية.
وقالت حينها "اختارت تنفيذ مشروع ركوب دراجات، لأنني أحبها، كوني لاعبة، ويعجبني أن أرى كل الفتيات تقود الـ"بايسكلات" ويدخلن حياة الرياضة".
وأضافت سوزي، تمكنا من توفير المكان المناسب والخاص للواتي يفضلن ركوب الدراجات، كون الكثيرات منهن يعزفن عن قيادة "الدراجة" في الشوارع العامة خوفاً من تعوضن لحوادث بسبب كثرة السيارات، ومنهن من تتجنب الشراء كي لا يتعرضن للسرقة، وغيرهن اللواتي لا يستطعن القيادة بسبب النظرة الرافضة لذلك من قبل المجتمع في الإقليم.
وعللت سوزي وهي طالبة في المرحلة الثالثة بكلية التربية الرياضية في السليمانية، وهي أيضاً موظفة في دائرة الهجرة والمهجرين، فتح المشروع في مكان خاص بلا سيارات كي تأخذ الفتيات حرياتهن دون خوف أو قيد.
وتعمل سوزي، حسبما أخبرتنا، على تدريب الفتيات والأطفال والشباب الذين لا يجيدون قيادة الدراجة الهوائية، بأسعار تبلغ 50 ألف دينار للكبار، و25 ألف دينار للأطفال.
وذكرت سوزي، أن كل تجهيزات "البايسكيلات"، من تمويل ذاتي، قائلة: "نحن اشترينا كل شيء، عملنا ذلك بمجهودنا، وتمكنا من توفير المكان، وأبواب المحل مفتوحة يومياً من الثالثة عصراً، وحتى الـ11 ليلا".
وتحرص سوزي التي تمتلك 17 ميدالية من بطولات "رياضة الدراجات الهوائية"، ولديها من بينها ميداليتين ذهبيتين، والبقية متباينة ما بين الفضة والبروز، على التواجد بكامل أناقتها بالملابس الرياضية أحياناً، والملابس الكاجوال.