ويقول تيسدال إن "غياب العملية السلمية الحقيقية يشكل الأساس للمواجهة الأخيرة، كما حدث في عام 2000، عندما بدأت الانتفاضة الثانية، ومرة أخرى عام 2014، ومرة أخرى يقوم قادة إسرائيل من اليمين المتطرف، الذين لا يريدون، أو يرفضون، التفكير في حل الدولتين، بالجمع بين ضيق الأفق واستخدام غير متناسب للقوة".
ويشير الكاتب إلى أن "الفرق الخطير الآن هو السياق والتوقيت للتظاهرات السلمية، حيث كانت احتجاجات يوم الجمعة هي بداية لستة أسابيع احتجاجات تقود إلى الذكرى السبعين للنكبة، التي أدت إلى إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 أيار/ مايو 1948، وفي هذا الوقت قررت الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس، حيث تعترف بشكل رسمي بسيادة إسرائيل على المدينة المقدسة، وتجرد الفلسطينيين من حقهم فيها، وباختصار فإن موسم الربيع بنقاطه الساخنة قد بدأ".
ويشير الكاتب إلى أن "التهديد الأكبر بالنسبة للجيش الإسرائيلي، هو الترسانة العسكرية التي أقامها حزب الله منذ آخر مواجهة عام 2006، حيث تقدر صواريخه القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى بـ130 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية، بالإضافة إلى 50 ألف مقاتل، معظهم شارك في الحرب الأهلية السورية، وتعلم على أساليب قتالية جديدة".
ويرى تيسدال أنه "إذا استمر القتال في غزة وانتشر فإنه قد يدفع المتشددين في حزب الله للتدخل، وعلى خلاف حرب عام 2006، فإن إيران حذرت وبشكل متكرر بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة جديدة مع إسرائيل، وستقدم المساعدة المباشرة، فيما يهدد قادة إسرائيل (بسحق) الحزب".
ويبين تيسدال أنه "في ظل مخاطر المواجهة الحالية، فإنه لا يمكن الاعتماد على الضوابط وقوى التوازن السابقة، مثل الأمم المتحدة، فعندما التقى مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة فإنه لم يستطع الاتفاق على صيغة مشتركة".
كما أن هناك عاملا آخر يمكن أن يشعل الوضع، وهو قرار ترامب في 12 مايو/أيار، وفيما إن كان سيجدد الاتفاقية النووية مع إيران أم أنه سيقوم بإلغائها، بحسب الكاتب.