كان الأمير محمد بن سلمان قال، لصحيفة وول ستريت جورنال"، أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يواصل الضغط على إيران اقتصاديا وسياسيا، لتجنب اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة في المنطقة"، وشدد على ضرورة نجاح الضغوط على إيران لتجنب اندلاع حرب.
ويعلق عبد الحي على ما سبق متسائلا "ما هو الأساس الواقعي عند الحديث عن احتمالات حرب بين خلال فترة 10 إلى 15 سنة؟ وما هي المعطيات التي على أساسها بني هذا التقدير؟ لماذا لا تكون بعد خمس سنوات أو عشرين عاما مثلا؟".
وأردف الخبير الأردني قائلا "واضح في تقديري أن الفترة الزمنية المحددة لاحتمال الحرب هي أقرب إلى التفكير الحدسي منها إلى الحساب الدقيق لمعطيات الواقع"، معتبرا بأن الحديث عن الحرب "قيل على علاته بدون حساب دقيق".
ومن جانب آخر يشير إلى أن "الحديث عن حرب يدفع إلى تساؤل آخر هو: من الذي سيقود هذه الحرب؟ هل هي السعودية ومعها عرب ومسلمين ومجلس التعاون الخليجي أم أنها ستكون هي أحد الأطراف في حرب تقودها دولة غربية ويفترض أنها الولايات المتحدة".
وخلص عبد الحي إلى القول إن "تصريح الأمير محمد لا يستند إلى حسابات دقيقة لمعطيات الواقع الإقليمي ومعطيات الواقع الدولي.. الآن الطرف الآخر الذي يمكن أن يراهن عليه هو إسرائيل وفي تقديري إسرائيل تاريخيا تريد تدمير خصومها بأيدي غير أيديها هي"، مستبعدا أن تنخرط إسرائيل في حرب مهما كانت هناك إغراءات خليجية.
وأردف قائلا "إسرائيل حريصة إدخال غيرها في نزاعات تجعل من خسارتها اهي في الحد الأدنى". وحسب عبد الحي فإن إسرائيل "تحسبها — كما قال لينين — ببيض النمل".
كما ساق الخبير عبد الحي دليلا آخر على عدم إمكانية انخراط الولايات المتحدة في حرب أحد طرفيها إيران، وهو أن ترامب أعلن، قبل أيام أن الولايات المتحدة ستنسحب من الشأن السوري وتترك لحلفائها الاهتمام بالأمر.
وأردف قائلاً "واشنطن أنفقت تريليونات الدولارات في الشرق الأوسط، وإذا قررت السعودية أن تدير وحدها حرب ضد إيران فسيكون قرارها يحمل كثيرا من عدم الرزانة".
وفيما يخص جانب الضغوط على إيران، فيرسم عبد الحي خريطة للحدث قائلا إن "الضغوط تمارس وهي لم تتوقف سواء من الولايات المتحدة أو من الدول الأوروبية ولكن الدول الأوروبية بدأت تتجه نحو بعض الاسترخاء في الحصار المفروض على إيران"، موضحا أن أوروبا "تحاول أن تضغط على إيران لضبط برامج إنتاج الصواريخ، لكن العلاقات التجارية بدأت تتطور وهناك زيارات فوزير خارجية بريطانيا ذهب إلى هناك ووزير خارجية ألمانيا أيضا".
وأضاف عبد الحي "ثمة لقاءات متواصلة بين مسؤولين إيرانيين وفرنسيين، لكن بالنسبة للولايات المتحدة وبخاصة بعد مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ظهرت حالة من التشنج بين واشنطن وطهران".
جدير بالذكر أن التوقيع على اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، تم يوم 14 تموز/ يوليو عام 2015، في العاصمة النمساوية فيينا بعد سلسلة من المفاوضات الصعبة بين سداسية الوسطاء الدوليين [5+1]، [الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا] من جهة، وإيران من جهة أخرى.
وهاجم ترامب، في مناسبات كثيرة أبرزها خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ف أيلول/ سبتمبر الماضي، الاتفاق، ورآه "الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة"، وعبر عن رغبته في الانسحاب منه.