معد "وثائقي" فضل شاكر يكشف لـ"سبوتنيك" إمكانية الأخير تسليم نفسه للقضاء اللبناني

برزت مجددا قضية الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر على الساحتين اللبنانية والعربية مع الوثائقي الذي أعده الإعلامي، فراس حاطوم، وتناول خلاله مراحل تحركات فضل شاكر ما قبل وبعد اندلاع معركة "عبرا"، التي خاضها الشيخ أحمد الأسير وجماعته بوجه الجيش اللبناني، وأدت في حينها إلى استشهاد عدد من العسكريين ومقتل عدد آخر من جماعة الأسير.
Sputnik

بالفيديو... فضل شاكر يطرح أغنية جديدة ويغرد لجمهوره: نلتقي قريبا
سبوتنيك. واللافت في وثائقي "حكاية طويلة" الذي عرض على ثلاثة أجزاء، أنه تمكن ولأول مرة من كشف تفاصيل لم تعرف على الإعلام من قبل، سواء بالنسبة الى عدم مشاركة الفنان المعتزل بمعركة "عبرا" وتواصله في حينها مع استخبارات الجيش اللبناني لتسوية ملفه الأمني والقضائي، أو بالنسبة إلى ميوله في المرحلة المقبلة للعودة إلى الساحة الفنية مجددا في حال سمحت الظروف له بذلك.

كما استعان حاطوم في فيلمه الوثائقي كذلك بشهادات مهمة لا سيما المقابلة التي أجراها مع رئيس المحكمة العسكرية السابق العميد خليل إبراهيم والذي أكد عدم مشاركة شاكر في معركة عبرا، أو المقابلة التي أجراها مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والذي أعطى خلالها ضمانة للفنان المعتزل بمحاكمة عادلة في حال قام بتسليم نفسه للقضاء اللبناني.

لكنه وكما في كل قضية شائكة في لبنان، فإن وثائقي "حكاية طويلة" أدى الى ردود فعل متضاربة على الساحة اللبنانية، بين من أثنى على عمل حاطوم وأكد براءة فضل شاكر، وبين من اتهم فراس حاطوم بتلميع صورة "إرهابي" شارك في قتل عناصر من الجيش اللبناني.

ومن كل هذا يبقى السؤال الأساسي حول ما إذا كانت ستتم تسوية ملف فضل الشاكر المتواري عن الأنظار منذ أكثر من خمس سنوات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، لا سيما بالنسبة إلى عمل الحكومة لإقرار قانون عفو عام يشمل محكومين لم تتلطخ أيديهم بجرائم قتل.

وعن السبب الذي دفع الإعلامي اللبناني فراس حاطوم لإجراء مقابلة مع فضل شاكر فيقول لـ"سبوتنيك": "عندما شعرت أنه يوجد جوانب غامضة في الموضوع ويهم الناس أن تعرف عنها حاولت أن أصل إلى نتيجة، وفعلا وصلت بداية إلى أن أقابله من دون كاميرا عبر الصحافي الزميل حسين خريس، ومن ثم عندما شعر فضل شاكر أن الظرف بات ملائما للتصوير وافق على إعطائي المقابلة، وممكن عندما أقول إن الصدفة لعبت دورا في إجراء مقابلتي فهناك العديد من المشاهدين لن يصدقوا هذا الأمر، ولكن هذا فعليا ما حدث، أعتقد أن فضل شاكر كان يتحكم باللحظة التي يود الحديث فيها، إذ أنه كان ينتظر حكم المحكمة العسكرية وبعد إصدار الحكم منذ حوالي الخمسة أشهر اعتبر أنه بات مهيأ نفسيا أكثر لإجراء المقابلة".

ويضيف حاطوم: "أكيد فضل كان له اعتبارات لإجراء المقابلة في هذا التوقيت، من الممكن أنه اختار الحديث في ظل موسم الانتخابات النيابية ووجود جهات أو قوى قد تستفيد انتخابيا من تسوية ملف فضل شاكر".

ولم تكن مقابلة فضل شاكر بالأمر اليسير بداية الأمر، إذ يقول حاطوم إنه حاول إجراء مقابلة مع فضل شاكر منذ بداية شهر أيلول /سبتمبر الفائت، "أول مقابلة أجريتها معه كانت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، ومن ثم أجريت معه حلقات تصويرية لخمس أو ست مرات إلى نهاية شهر شباط /فبراير".

وعن اتهامات بعضهم لحاطوم بأنه حاول تلميع صورة فنان تحول فيما بعد إلى إرهابي، يقول: "أنا لم أكن أهدف لتلميع صورة فضل شاكر لكن في نفس الوقت لم يكن هدفي تشويه صورته، أنا فقط أعطيته مجال ليقول ما عنده، وبالنسبة للأمور

هكذا علق فضل شاكر على الحكم بحبسه 15 عاما
 المثيرة للجدل في قضيته كتسليم السلاح الذي بحوزته للجيش اللبناني أو شريط الفيديو، الذي تهكم فيه على قتلى من عناصر سرايا المقاومة التابعة لـ"حزب الله" أو حتى بالنسبة للمفاوضات التي كان يجريها مع استخبارات الجيش لتسوية ملفه، هذه أمور تناولتها في الوثائقي وسألته عنها، ولكن أيضا حاولت أن أحصل على أجوبة عليها من خلال مقابلات أجريتها مع رئيس المحكمة العسكرية السابق ومع شقيقة شهيد للجيش اللبناني سقط في معركة عبرا، ومتعهد الحفلات عماد قانصوه الذي كان شاهدا على اللقاءات ما بين فضل وضباط الجيش، لذا أجريت مقابلات مع شخصيات مختلفة لآخذ منهم جوانب مختلفة لقصة فضل شاكر".

وبالنسبة إلى إمكانية تسليم نفسه للسلطات اللبنانية، يشير حاطوم إلى أن "هذا ملف فضل شاكر، وهو يتحكم في القرار فيه، ولكن باعتقادي  فهو احتمال عالي، وبدليل أنه طلب مني أن أحصل بين مزدوجين على ضمانة من رئيس الحكومة لأن يحاكم محاكمة عادلة، ولكن بصراحة لا أستطيع أن أستنتج إن كان سيسلم نفسه، لكن اعتقادي أنه يفكر في هذا الموضوع".

أما عما إذا كان سيشمل قانون العفو العام الذي تعمل الحكومة اللبنانية عليه فضل شاكر، فيجيب حاطوم: "كان يحكى أن كل شخص لم يشارك بقتل عسكريين أو بالقتال ضد الجيش سيشمله قانون العفو العام، وكانت المحكمة العسكرية اتخذت قرارا بتبرئة فضل شاكر من تهمة المشاركة في المعارك في عبرا أو قتال الجيش، التهمة الموجهة ضده هي حول الإساءة لدولة شقيقة واقتناء أسلحة، وبالمنطق يجب أن يشمله قانون العفو العام من هاتين التهمتين".

وعن الصورة الراسخة في مخيلة العديد في لبنان من أن فضل شاكر إرهابيا، يقول حاطوم: "يجب أن نكون عادلين، لا يمكن القول إن فضل شاكر لم يخطئ، ومن خلال وجهة نظري ففضل شاكر كفنان يمكن أن يكون مع النظام السوري أو ضده وهذه حريته الشخصية، ولكنه كان يمكن أن يعبّر عن قناعاته السياسية بطريقة مختلفة، ولكن مشكلته أنه انغمس في مهاجمة النظام بطريقة حادة، وخصوصا في زمن وسائل التواصل الاجتماعي،  فهو عبّر كثيرا أمام الكاميرات بطريقة حادة جدا وانتشرت هذه الفيديوهات بين الناس، وأشرطة الفيديو هذه صوّرته في صورة أمام الرأي العام أكبر بكثير من الصورة الحقيقية والهجوم الكلامي الصادر عنه في حينها جعل العديد من الناس تعتقد أنه متورط وقاتل لا سيما وأن فضل شاكر إنسان وفنان معروف في العالم العربي، لذا يصبح اسم فضل شاكر هدفا للمزايدين".

ويختم حاطوم حديثه، قائلا: "أنا ضميري مرتاح ولا أقول إن ما قمت به من وثائقي غيّر مجرى التاريخ، وفضل شاكر هو من مئات الأشخاص التي لديها ملفات قضائية، أنا كان هدفي أن أعطيه مجالا ليقول ما عنده، خصوصا وأن الأشخاص المقابلة له كانت تتحدث وتوفرت لها منابر لكي تتحدث، حتى أهالي العسكريين الشهداء الذين قاموا بحملة ضدي كانوا يقولون إن فضل شاكر لم يشارك في معركة عبرا لكنه كان يوجه شتائم".

 

مناقشة