فقد باشرت الأمم المتحدّة سلسلة اجتماعات واسعة في مناطق مختلفة في ليبيا، لبحث القضايا الخلافية التي لا تزال عالقة وطرح مختلف وجهات النظر، استعداداً للمؤتمر الوطني الشامل الذي سيعقد منتصف الشهر الجاري في تونس.
ويستهدف هذا المؤتمر التوصل لاتفاقات جزئية مع كافة الشرائح الليبية من جيش وضباط الشرطة، وقبائل، ومنظمات مجتمع المدني، وإضافة إلى الميليشيات المسلحة، يستلم بمقتضاها الجيش والشرطة زمام الأمور وتتم حماية المدن، تمهيدا لإجراء انتخابات بنهاية 2018.
وفي تطور أخر قال رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بليبيا ليف دينغوف، أنه لا ينفي بالمطلق أن يتكرر في ليبيا سيناريو العملية الروسية ضد الإرهاب في سوريا، حال توفر الشروط المناسبة لذلك.
ولفت دينغوف على هامش مشاركته في مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي اليوم، بأن الوجود العسكري الروسي في سوريا جاء بطلب رسمي من الحكومة الشرعية ، وضمن إطار القانون الدولي والأممي، في حين أن طلباً مماثلاً لم يصدر عن السلطات الليبية.
وفيما يشبه التشاؤم حيال مستقبل الأوضاع في ليبيا وصفت الأمينة العامة لوكالة المدن المتحدة للتعاون الدولي، آية السيف، الأوضاع في ليبيا بأنها " لا تزال على فوهة البركان".
وقالت السيف، في مداخلة لها بالجلسة العامة لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن "جميع الاتفاقات لحل الأزمة في ليبيا مجرد حبر على ورق، وغير نافذة، ولن تغير من يوميات الليبيين الذين يزداد وضعهم هشاشة وتعقيدا من يوم إلى آخر"، مشيرة إلى أنه وبالرغم من المساعي المبذولة دولياً، والوساطات العديدة التي قامت بها بعض البلدان الصديقة إلا أن الوضع في ليبيا لا يزال معقداً.
وأكدت أن تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والاستقرار والسلم الاجتماعيين شرط أساسي لإنجاح الخيارات الاقتصادية والتنموية، مضيفة أن تأمين الانتقال نحو الديمقراطية المستدامة سيهيئ حتماً للانتقال نحو التنمية المستدامة، ويخفف من حدة التجاذب والاحتقان بين الفرقاء، ويجنب بالتالي ليبيا مخاطر الفوضى والتنازع حول الشرعية.
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني