وتابعت المجلة: "لكن الجانب الخفي من تاريخ النووي الإسرائيلي هو أن غالبية تمويل البرنامج النووي لإسرائيل جاء عن طريق مؤسسات أمريكية خاصة، كان في مقدمتها شخص أبراهام فينبرغ، الذي عمل مستشارا غير رسمي للرئيسين الديمقراطيين، جون كينيدي، وليندون جونسون.
حلم بن غوريون
ارتبط فكر ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، بحلم امتلاك سلاح نووي، يكون الملاذ الأخير للحفاظ على دولته الناشئة، في مواجهة عداء جيرانها العرب الذي لا ينتهي، بحسب المجلة، خاصة إذا استخدمت تلك الدول قدراتها البشرية الضخة في بناء جيوش تقليدية كبرى لمواجهة إسرائيل.
لكن سعي بن غوريون اصطدم بحقيقة أن تلك الدولة الناشئة فقيرة وليس لديها القدرات التقنية والموارد اللازمة لإنشاء هذا المشروع الضخم، فتحول تفكيره إلى البحث عن رعاة أجانب لهذا المشروع الضخم.
الدور الفرنسي
في منتصف خمسينيات القرن الماضي، بدأ الدور الفرنسي في الجزائر يتقلص بدعم مصر بقيادة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، للثوار الجزائريين، فكانت استجابت بطلب دعم استخباراتي من إسرائيل حول الوضع في الجزائر مقابل حصولها على أسلحة تقليدية.
وفي عام 1956طلبت فرنسا من إسرائيل دعم موقفها في "العدوان الثلاثي" على مصر مع بريطانيا عام 1956، وكان ذلك الحدث سببا في موافقة باريس على منح إسرائيل مفاعلا نوويا للأبحاث، لكن بعد انسحاب فرنسا وبريطانيا من قناة السويس بضغط من الدول الكبرى، كانت المكافأة الفرنسية لتل أبيب هو حصولها على مفاعل "ديمونة" لإنتاج البلوتنيوم، واليورانيوم الخاص بتشغيله، إضافة إلى مفاعل للمعاجلة.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن إسرائيل حصلت على كل ما تحتاجه لإنتاج البلوتنيوم اللازم لصناعة قنبلة نووية باستثناء المياه الثقيلة، مشيرة إلى أنها كانت سابقة لم تتكر منذ ذلك الحين.
ولفتت المجلة إلى أنه منذ اختراع المفاعلات النووية، لم تقم دولة بتحويل تلك التكنولوجيا إلى دولة أخرى بذات المستوى، الذي قدمته فرنسا لإسرائيل، لكن ديفيد بن غوريون ظل يواجه تحد جديد هو توفير التمويل اللازم، وهو الذي وفره عدد من الأمريكيين في حقبة الستينيات.