الجميع بدأ تجهيز الأوراق والملفات للعرض على المبعوث الأممي، استهل المبعوث أولى جولاته في مهمته الجديد بزيارة للعاصمة اليمنية صنعاء، التقى خلالها عدد من الشخصيات من جماعة "أنصار الله" "الحوثيين"، وصالح الصماد رئيس المجلس السياسي الحاكم، وكان يحمل غريفيت أفكار وصفها البعض بأنها غير تقليدية للحل، صدر بعدها تصريحات من صنعاء تتحدث عن السلام ووقف الحرب، وخلال زيارته لصنعاء عكف الجنوبيين وبشكل خاص من مؤيدي المجلس الانتقالي على تجهيز استقبال سياسي حاشد لغريفيت، وأن تكون اللقطة الأولى من الزيارة تمثل الصورة المجمعة لكل مطالب الجنوبيين التي ناضلوا من أجلها لسنوات، وهى العودة ليمن ما قبل العام 1990.
مكث غريفيت أياما في صنعاء، توجه بعدها إلى جنيف، والجنوبيين يحملون لافتاتهم وشكواهم وينتظرون وصول المخلص البريطاني، فالزيارة لم يحدد موعدها بكل دقة، وفي الغالب يتكرر هذا مع لجان الوساطات وحل النزاعات، كان الجنوبيين متفائلين ربما بشكل بعيد عن الواقع وتصوروا أن تسير الأمور كما يريدون وتغافلوا عن الصراع مع الحكومة والرئيس هادي، بجانب الصراع الإقليمي والدولي على الجنوب، وأن أي حل يجب أن لا تنفرد به جبهة على حساب الأخرى.
خلال الأسابيع الماضية بدأ ما يطلق عليه الحراك الثوري الجنوبي يعقد لقاءات مع سفراء والبعثات الدبلوماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، في مشهد واضح وصريح على أن صراعا دفينا يدور في عدن بين القوى الإقليمية ودول التحالف، وبرهن على ذلك أن شمل وفد الحراك يس مكاوي، مستشار الرئيس هادي، وفي الجانب الآخر يلقى المجلس الانتقالي كل الدعم من الإمارات العربية المتحدة، المبعوث الأممي غادر صنعاء ولم يعد إلى عدن ليرى ويتعرف على مطالب الجنوب.
وما قامت به حكومة هادي ستكون له التداعيات، حيث أن تلك الحكومة وعلى أرض الواقع لا تسيطر حاليا على 10 % من أراضي الجنوب، أن هذا الموقف ربما يقضي على ما تبقى لها في الجنوب في حين لم يبق لها شيء في الشمال، ولم يعد لديها موضع آمن تضع عليه قدمها على الأرض.
وكما يقول الكاتب الجنوبي علي صالح الحياني، أثبتت حكومة هادي بالدليل القاطع أنها غير قادرة على حماية مجرد جولة للمبعوث الأممي، فكيف لها تحرير وطن وحمايته، فقد أوحت للمبعوث الأممي أنه إذا زار الجنوب سيكون في انتظاره الإرهابيين.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل تريد حكومة بن دغر "هدم المعبد على الجميع وإفشال مهمة المبعوث الأممي قبل أن تبدأ".