لم تقتصر عزيمة الحلبيين على الجانب السياحي والتجاري فحسب، إنما تعدته لتلامس الحركة التطوعية الكشفية.
فقبل أيام قليلة فقط، انطلقت فعاليات ثقافية عديدة أقامها الفوج الثالث للكشاف السوري، مفوضية حلب، وذلك بالتعاون مع جمعية "وفى" الخيرية والهيئة العامة لمشفى ابن خلدون، حيث قدمت الجهات الثلاث تسهيلات عديدة منها مبيت المشاركين ضمن ساحات المشفى الواسعة التي تتميز بنقاء هوائها العليل، وذلك بمشاركة أكثر من 120 طفلا وشابا تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 20 سنة.
وشملت فعاليات هذا المخيم فقرات عديدة وعروض مسرحية، إضافة إلى فقرات موسيقية تذكر المشاركين بالتراث الموسيقي الأصيل، وكذلك فقرات ترفيهية وأخرى سينيمائية. كما قام المشاركون بأعمال تطوعية إنسانية تعزز روح المسؤولية لديهم كطلاء أرصفة بعض الشوارع الداخلية للمشفى وزيارة بعض النزلاء والمرضى والاطلاع على الخدمات المجانية المقدمة لهم بشكل عام.
من جهته أشار عضو البرلمان السوري ورئيس مجلس إدارة جمعية "وفى" الخيرية، سلوم السلوم، في تصريح صحفي، إلى أن "تلك الخطوة لم تكن لتأتي لولا تضحيات الجيش العربي السوري، الذي بذل الكثير وضحى بدمه في سبيل أن ينتصر الوطن و يحيى أبناؤه بسلام وأمان، خصوصا أن تلك الفعاليات تزامنت مع ذكرى السابع من نيسان، إضافة إلى انتصارات جيشنا الباسل والفرحة العارمة التي شهدها السوريون بعد تطهير معظم أراضي غوطة دمشق الشرقية من الوجود الإرهابي المسلح لما يشكله هذا الانتصار من قيمة كبرى وسقوط ورقة مهمة من أيدي الإرهابيين وداعميهم".
من جهة أخرى، قال قائد الفوج الكشفي الثالث، أحمد عرفان المفتي، "إن هذا المخيم يعد الأول من نوعه الذي يقام خارج حدود مدينة حلب في قرية دويرينة، التي طالها الأرهاب مؤخرا، فاليوم لعل أجمل ما في المشهد أننا نرى الشباب والأطفال وذويهم مفعمين بالأمل رغم الدمار الذي حل بالأبنية الموجودة حولهم يقينا منهم أن سواعدهم هي من ستبني سورية من جديد".
وأوضح أمين سر جمعية "وفى" الخيرية، عماد كوكة، أن أهم أهداف هذا المخيم كانت صقل مهارات الأطفال المشاركين وتعزيز مهارة التواصل فيما بينهم. وتكريس مبدأ العمل الجماعي التشاركي الذي يبني الأوطان، مضيفا "خصوصا بعد أن شهد هؤلاء الأطفال فصلا أسود من الحرب الإرهابية التي طالت أرضهم لذا فقد أتت تلك الخطوة لتخرجهم من تلك الأجواء و تعزز داخلهم الثقة بالنفس والاعتماد على الذات إضافة إلى اكتساب مزيدا من الخبرات والعلوم".
ويستمر المخيم لمدة 4 أيام في الفترة بين 6 و9 أبريل/ نيسان الجاري، وذلك بإشراف عدد من المدربين المختصين، إضافة إلى مطتوعين في مجال العمل الثقافي و التعليمي والإنساني، فيما اختتمت فعالياته بإيقاد شعلة النصر التي تدل رمزيا على انتصار نور المحبة والحق على ظلام الإرهاب.