بغض النظر عن تفاصيل الاعتداء الذي اعتادت عليه سوريا طوال فترة سنوات الحرب عليها، لابد هنا من البحث في الأسباب والغايات من هذا الاعتداء في هذا التوقيت بالذات، ولابد من طرح تساؤلات أخرى لا تقل أهمية وعلى رأسها:
هل قامت إسرائيل بهذا الاعتداء نيابة عن الولايات المتحدة لتجنيب الولايات المتحدة المواجهة مع روسيا التي كان تهديد رئيسها فلاديمير بوتين أمام أي اعتداء على روسيا وحلفائها واضحاً منذ فترة وجيزة؟
هناك من يتحدث عن أن هذا الاعتداء كان لجس نبض الطرف الروسي واستنباط ردة فعله عليه واستقراء طريقة التعاطي مستقبلاً مع الانتصارات السورية، مهما كان الجواب، هل يرتقى هذا الاعتداء إلى حالة التأهب والرد المباشر سواء من سورية أو من حلفائها، أم أن الحفاظ على مكتسبات الانتصار هو الأهم حالياً ويترك الرد لما بعد؟
بهذا الصدد يرى الخبير العسكري الاستراتيجي العميد محمد ملحم أن "العدوان على مطار التيفور يأتي ضمن سياسة رفع معنويات الإرهابيين لدفعهم للصمود، واستمرار استنزاف الدولة السورية وتأخير النصر القادم لامحالة والتشويش على الهزيمة الفاضحة للأمريكان قبل غيرهم في الغوطة، وختامها في دوما إعلان الأمريكان أنهم لم ينفذوا أي ضربات تم فهمه على أنها إما أرادت الهروب من المواجهة مع روسيا، أو أن المنفذ أوربي أو صهيوني لإثبات وجودهم، وأيضاً التشويش على النصر في دوما، الأهم هنا أن الدفاعات الجوية السورية أثبتت جاهزيتها وقدرتها على التصدي لهذا العدوان، النصر في دوما حمل بصمة أحذية الجنود السوريين الأبطال وأرسلوها إلى الأمريكان. لاشك أن إسرائيل نابت عن الولايات المتحدة في تنفيذ هذا الإعتداء بعد أن كان هناك موقف واضح من قبل روسيا في حال وقع هذا الاعتداء لذلك جاء التنفيذ من قبل إسرائيل ".
وأردف العميد ملحم "هناك أولويات وبرامج دقيقة وموضوعة ومتفق عليها من قبل القيادتين الروسية والسورية ومعهما الإيرانية، المهم فيها تحقيق نتائج كبيرة في سحق الإرهاب بشكل عام وهذا البرنامج له أولوية، كيف له الأولوية..؟؟؟ بأن كل من ينفذ الأعمال الإرهابية من وكل الفصائل مهما تعددت تسمياتها داعش أو جبهة النصرة أوجبهة أحرار الشام والخ هي كلها فصائل أمريكية تقاد بشكل مباشر أو بالواسطة، الآن أتضح أنها باتت تقاد مباشرة من قبل الولايات المتحدة ومن معها، لاحظ عندما قصفت إسرائيل مطار التيفور كيف تحرك الدواعش مباشرة في البادية وبشكل واضح فما يعني هذا…!!! جاؤا لمدهم بالصمود".
ورأى العميد ملحم أن "الطائرات الصهيونية كانت فوق لبنان، والتصدي لها فوق الأراضي اللبنانية يمكن أن يكون له إعتبارات معينة أحيانا في حسابات القيادة، لكن الواضح أن الطيران الذي سيدخل أراضي الجمهورية العربية السورية لن يعود، والأهم أنه تم التعاطي والتعامل مع هذه الهجمة بشكل ممتاز ورائع وما وصل من هذه الصواريخ فقط ثلاثة لم يحقق أي نتائج عسكرية أما من الناحية السياسية ربما هناك إشارات معينة ".
وختم العميد ملحم حديثه بالقول "كل التوقعات تشير إلى الولايات المتحدة خلال الأشهر الستة القادمة ستخرج من سورية، ومن هنا فنرى أن الأمريكي يورط الأوروبيين في سورية حتى يخرج الأمريكي بهزيمة ما ومن ثم تسجل الهزيمة للإوروبيين وليس للأمريكيين بشكل مباشر وبشكل عام يعني، أما إمكانية المواجهة في المستقبل فلا شك أن هناك محادثات فلتكن في جنيف أو غيرها ستفضي الى النتائج التي نسعى إليها وسنحققها وهي خروج كل المحتلين من سورية، أما كيف ستتم عملية خروج المحتلين فهي يمكن أن تكون من خلال الحوار أو من خلال المواجهة المباشرة، وروسيا خارج هذا المجال بما يخص مسألة المواجهة المباشرة، لأن هذه المسألة حساسة جداً، وقد لايمكن أن يصل السلم الرابع إلى درجة المواجة بين روسيا والولايات المتحدة لأن لهذه المسألة حساسية خاصة، إلا إذا جنّ جنون الإدارة الأمريكية بشكل عام، وهذا الشيء أعتقد أنه مستبعد الآن".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم نواف إبراهيم