لاعب كرة سلة وضابط
الوثيقة الأكثر إثارة للاهتمام من الأرشيف — هي السمات التي تمتع بها يوري غاغارين، والتي تم إحصاؤها خلال إقامته في مركز تدريب رواد الفضاء وإجراءات الاختيار، حيث تم مراقبة جميع المرشحين للعمل عن كثب لعدة أشهر من قبل خبراء، وعندها تم إختيار غاغارين.
وجاء ضمن الوثيقة: "التنمية البدنية جيدة. الطول 165 سم، الوزن 68 كغ، رياضي ويجيد كرة السلة ويتمتع بصحة جيدة، كما أنه لم يصب بأي مرض في عام 1960. يتحمل بسهولة مع استجابة فسيولوجية طبيعية للجسم (الرحلات الجوية، والتدريب على القفز من المظلة، وممارسة التمرين على أجهزة الدوران المركزي وأجهزة أخرى). يتمتع بذكاء عالي، اجتماعي، انضباطي".
وعلى الرغم من قصر قامته، فإنه أجاد كرة السلة، وهذا يدل على تنسيق حركي جيد، والقدرة على تقييم الوضع بوعي وتكتيك، والقدرة على التنبؤ بالخطوات المستقبلية.
وأضافت الوثيقة أنه كان " ينظر إلى قضايا العمل بشكل جدي. يتمتع بقوة تحمل جيدة. مهذبا واجتماعي مع زملائه. ويعد طيار حربي إيجابي من الدرجة الثالثة، حيث قام ب 257 ساعة طيران. كما قفز من المظلة 41 مرة. التدريب النظري جيد. حصل على علامات أقرب إلى التامة. يتمتع بالهدوء والبهجة ويتقبل الانتقاد ويشارك بشكل نشط في الحياة العامة. متقد سياسيا مستقر أيديولوجيا ويعرف كيفية الحفاظ على الأسرار العسكرية. ملتزم لحزبه ولوطنه. وخلال إقامتهم في المركز، يمكن القول بإنه أفضل الطلاب استعداد".
وتبين الوثائق أن إدارة المركز لم تلق الاهتمام فقط على اللياقة البدنية والصفات المهنية، بل وعلى المظهر الخارجي، عاداتهم والقدرة على العمل أمام الكاميرا
ملازم أول أو رائد
وجاء من ضمن الوثائق أيضا أن "الملازم أول في سلاح الجو يوري غاغارين سينطلق إلى الفضاء، في 12 نيسان/ أبريل وسيكون أول شخص يمهد الطريق للبشرية إلى الفضاء. وتم إعلان حصوله على رتبة رائد".
الشهرة العالمية
كما نشرت وزارة الدفاع وثائق مثيرة للاهتمام حول الزيارات الحكومية من قبل يوري غاغارين إلى العديد من البلدان حول العالم، حيث زار كلا من تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية والصين وبلغاريا وفنلندا وبولندا وكوبا والبرازيل وكندا.
ويمكن الملاحظة من خلال الوثائق أن جدول الزيارات لأول رائد فضاء كان حافلا جدا، حيث أصبح غاغارين في خضم الحرب الباردة وسباق التسلح، بين المعسكرين الشرقي والغربي "قوة ناعمة"، والتي قامت بتغيير نظرة العديد من الأشخاص في الغرب عن الاتحاد السوفيتي.