وقد أجرت "سبوتنيك" حوارا مع عبد المغني وجاء نص الحوار كالآتي:
بداية ما هي الصعوبات التي تواجهها في عملية الكتابة في ظل الحرب الحالية؟
الصعوبات كثيرة لكن يبقى الأبرز منها عدم القدرة على التركيز في موضوع الكتابة والانشغال بأمور المعيشة اليومية ومواجهة تداعيات الحرب والحصار.
تأثير الحرب على الإبداع كيف تنظر له وهل تعد الحرب إحدى الدوافع للكتابة؟
أثرت الحرب بشكل كبير وحاسم على المشهد الأدبي في اليمن وبالتأكيد كانت دافعاً للكثير من المبدعين لأن يوجهوا كتاباتهم وأفكارهم نحوها كواقع لا يمكن تجاهله أو التهرب منه.
هل يسمع الناس الشعر في ظل سيطرة صوت البارود على المشهد؟
في كل الأحوال يظل جمهور الشعر والمهتمين بالمشهد الأدبي والثقافي يستمعون إلى الشعر ويتابعونه بشكل مستمر أما بالنسبة للناس الذين لا يسمعونه الآن خلال زمن الحرب، فلا أظن أصلاً أنهم كانواً يستمعون إليه خلال فترة السلم وما قبل الأزمة.
برأيك هل يعد تراجع الثقافة أحد أهم مسببات التمزق المجتمعي؟
تراجع الثقافة يعني بالضرورة تمدد الجهل وهذا الأخير يمثل البيئة الملائمة لنمو التطرف والاقتتال والصراعات المجتمعية بأشكالها.
أين ترى ذاتك أو تجدها في ظل هذا الصراع؟
بعد ثلاث سنوات من صراع تبين لنا زيف الكثير من عناوين هذه الحرب ودوافعها وأهدافها، لهذا ستجدني وكثير من اليمنيين نرى أنفسنا خارج هذا الصراع الذي تديره قوى دولية.
حدثنا عن طقوس الكتابة والقراءة لديك؟
لا طقوس لدي… الكتابة تحدث لي سواء أردت ذلك أم لم أرد، لحظة غريبة أجد نفسي أستيقظ من النوم أو أقاطع الأكل أو أتوقف عن المشي لكي أكتب، أو أسجل في هاتفي ما طرأ في رأسي لحظتها وما أظنه يستحق.
بالنسبة للقراءة فهي أسهل بكثير، يكفي أن يمتدح شخص أثق في ذائقته كتاباً ما فأسارع لتحميلة في صيغة "pdf" وألتهمه في أقرب مزاج مناسب.
كم أضاعت الحرب من فرص القراءة والثقافة في المجتمع اليمني؟
من أهداف القائمين على هذه الحرب هو إشغال الشباب عن القراءة والتعليم ودفعهم لحمل السلاح، هناك ما يبدو أنه هدف أساسي لرأسماليي هذه الحرب، ويتمثل في عسكرة و"ملشنة" المجتمع، لكن دعني أخبرك وأنا على ثقة من حديثي هذا، أنهم سيفشلون، الشاب اليمني قد يحمل السلاح لوقت ما، لكنه سرعان ما سيمل ويكتشف زيف هذه الحرب ليذهب بعدها للبحث عن فرصة عمل أو امرأة ليستقر.
كيف يتم استغلال أصحاب الأقلام في التجاذبات السياسية وكيف ترى دور المبدع في مثل تلك الفترات؟
جميع الأطراف تطلب من المثقف أن يبدي موقفه بشأن الأحداث، شريطة ألا يكون مخالفاً لرأيها، لهذا ستجد المثقف على الدوام عرضة للتخوين والقدح والتكفير حتى، وعلى المبدع أن يكون حراً مهما كلفه الأمر هذا ما أؤمن به.
اليمن مر بفترات عصيبة ولكل فترة منتج ثقافي يعبر عنها هل ترى أن الفترة الراهنة يمكن التعبير عنها؟
بل إنه يتم التعبير عنها فعلاً، هناك الكثير من المبدعين في شتى مجالات الأدب والفنون يؤرخون ويوثقون تفاصيل هذه المرحلة السوداء في تاريخ اليمن.
ما هي أخر مجموعاتك وكم صدر لك؟
لدي مجموعة واحدة "أقول أنا وأعني لا شيء" عن مؤسسة فكرة للنشر وهي بالمناسبة لم تكن لتصدر لو أن الأمر كان منوطاً بي أنا رجل كسول للغاية وبلا طموح تقريباً.
كيف تقضي يومك وهل هناك أوقات بعينها للكتابة والقراءة؟
كشاعر أقضي يومي على "الفيسبوك" حتى انقضاء بطارية الهاتف، ونفاد رصيدي أو الشعور بالملل، حينها أعود كرجل عادي ورب أسرة مكافح لقضاء يومي في البحث عن طرق جديدة للبقاء حياً.
من أكثر الشعراء تراه متلاحماً مع الواقع اليمني؟
يمكنني أن أذكر بعض الأسماء الرائعة في حدود متابعتي لهم وهم من يوثق بكتاباتهم وقصائدهم ومتابعتهم مجريات ما يحدث للبلاد مثل عامر السعيدي وعبد المجيد التركي وصدام الزيدي وعبد السلام القيسي وزين العابدين الضبيبي ومها عبدالرحيم وإيمان السعيدي ويحيى الحمادي وإياد الحاج وأحمد العرامي، كثيرون لا يمكنني تذكرهم، ربما هناك من هم أفضل ممن ذكرت هنا لكن ظروف ما حالت دوت التعرف إليهم و الاطلاع على تجاربهم وملامسته.
أجرى الحوار: محمد حميدة