صحيفة أمريكية: الإطاحة بالأسد تؤدي إلى فوضى "ما بعد القذافي"

يدور الحديث في الأوساط السياسية الغربية عن الحاجة إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بعد مزاعم استخدامه أسلحة كيميائية، لذلك ما ستؤول إليه الأحداث سواء عبر توجيه ضربات عسكرية أو حتى محاولة الإطاحة بالأسد أصبح حاجة ملحة، حسب صحيفة أمريكية.
Sputnik

يعرض تقرير لصحيفة "ذا كونفرزيشن" الأمريكية ما ستؤول إليه الأحداث في سوريا وكذلك الحل الممكن للخروج من الأزمة الحالية التي تعصف بسوريا.

فوضى "ما بعد القذافي"

بحسب الصحيفة: "من المحتمل أن يولد استهداف الأسد كارثة مماثلة لما حصل في ليبيا إثر سقوط معمر القذافي. بانعدام وجود أي حكم مدني حقيقي للسيطرة على ليبيا ولم شتاتها، فقد انهارت التحالفات القبلية في ليبيا واندلعت حرب بين أربعة قوى من أجل السلطة. وما زالت الحرب مستمرة في ليبيا حتى الآن وتتأججت بوجود تنظيم "داعش" الإرهابي المتواصل بها".

وتضيف الصحيفة: "قد يكون الفراغ في السلطة الذي سيتبع الإطاحة المفاجئة بالأسد أسوأ من الحرب الحالية في سوريا، كما قد يغذي الظروف المواتية بالفعل للجهات الفاعلة المتطرفة وشبه العسكرية".

من جانبه، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن أي تحرك محتمل من جانب الدول الغربية سيتسبب بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

ووفقاً لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أكد الأسد، خلال استقباله يوم الخميس 12 أبريل/ نيسان، علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني: "مع كل انتصار يتم تحقيقه على أرض الواقع، يتم رفع أصوات بعض الدول الغربية وتكثيف الإجراءات في محاولة من جانبهم لتغيير مسار الأحداث.

وقال: "هذه الأصوات وأي إجراء محتمل لن يسهم إلا في زيادة عدم الاستقرار في المنطقة وتهديد السلام والأمن الدوليين".

الحل الوحيد

بحسب مصادر أمريكية مسؤولة تحدثت إلى شبكة "CNN" الأمريكية في تصريحات خاصة حذر كبار القادة العسكريين الأمريكيين —من بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تصعيد التدخل الأمريكي في سوريا.

وقالت المصادر إن القادة العسكريين ومستشاري الأمن القومي "أبلغوا ترامب بأنه سيخاطر بتصعيد التدخل الأمريكي في سوريا إذا استمر في الضغط من أجل توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري بعد اتهامه باستخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما في الغوطة الشرقية".

ويؤيد ذلك ديفيد ألفرد، الأستاذ المساعد في كلية تحليل وحل النزاعات في جامعة جورج ميسون الأمريكية، إذ يقول: "تبين لي من خبرتي أن إقالة الأسد يجب أن تكون سياسية وقانونية. ويجب أن يتم ذلك من السوريين أنفسهم، وليس من الخارج".

يذكر أن مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، قال إن الولايات المتحدة تعمل على ترويج السيناريو العسكري في سوريا، مشيرا إلى أن زعماء المسلحين في سوريا تلقوا أوامر بالتقدم بعد ضربة أمريكية ممكنة.

وأضاف الدبلوماسي الروسي: "نواصل مراقبة التحضير الخطير لعمل عسكري غير قانوني ضد دولة ذات سيادة بشكل ينتهك القوانين الدولية. وليس استخدام القوة فحسب بل والتهديد بذلك يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة".

مناقشة