يقول شاهد العيان أحمد حسين من سكان منطقة كفرسوسة وسط العاصمة السورية دمشق:
"استيقظنا اليوم صباحاً على أصوات الصواريخ التي أطلقتها طائرات العدوان كثيف دب الرعب في نفوس السكان وخاصة في منطقة التل التي نالت ما نالته من القصف، طبعاً ولحظنا الأضواء التي تنبعت من الانفجار، وشهدنا صواريخ الدفاع الجوي السوري تطارد الصواريخ التي أطلقت على العاصمة دمشق وعندئذ نحن سكان المناطق القريبة من ساحة الأمويين نزلنا إلى الساحة واحتفلنا بهذا العدوان الفاشل، أنا كنت في منطقة كفرسوسة وسط دمشق، نحن شهدنا قصفاً كثيفاً، وسمعنا هذه الأصوات المدوية، وكانت هناك حالات من التنبه من قبل الأهالي لمثل هذا الحدث. الأهالي لم يشعروا بالخوف، وطبعاً كاميرات الهاتف المحمول لا تدعم التصوير ليلا لهذه الصواريخ لذا كان من الصعب توثيق المشهد، تم تصوير بعض الصور لكن غير واضحة بسبب الظلام، وهرع السكان إلى أسطح المنازل لنرى كيف تعتدي هذه المجموعات الإرهابية بيد أصل الإرهاب وليس الوكيل هذه المرة، الاعتداءات كانت على نقاط محددة في منطقة البحوث العلمية وعلى مختبرات الطلاب، وتم تدمير مبنى للبحوث العلمية الذي يحتوي على أجهزة تابعة لمركز البحوث العلمية، وكانت هناك أصوات قصف تأتي أصواتها من منطقة قاسيون وفي مناطق أخرى، وكان الصوت الأقوى من منطقة الكسوة التي خرجت منها صواريخ الدفاع الجوي من أرضها وردت على هذه الصواريخ واعترضت عدد منها وأسقطتها".
"فعليا العدوان المحدود الثلاثي على سوريا حقق بعض الأهداف التي أرادت الولايات المتحدة تحقيقها منها: احتواء الرد على الاعتداء الإسرائلي على مطار التيفور، ومن جهة أخرى كانت هناك محاولة لتحييد روسيا وإظهارها على أنها ليست النموذج الصحيح لحفظ الأمن القومي لحلفائها، وأيضا تثبيت تهمة استخدام الكيميائي دون إجراء أي تحقيق موضوعي، ودون أي غطاء شرعي من قبل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، هذا الموضوع أيضا يرتبط بموضوع الاتهامات الملفقة في قضية سكريبال، وتحاول أمريكا تعمية الحقائق ودمج الملفات بينها وبين سوريا، خاصة بعد الاتهامات التي أطلقتها قاعدة سلاح الجو البريطانية باتهام سوريا بالقيام بعملية لصالح روسيا في بريطانيا واستهداف سكريبال لصالح روسيا، ضف على ذلك هذا الأمر سيؤدي مستقبلا إلى التغطية على نقل السفارة الأمريكية في 14 أيار/مايو الشهر القادم إلى القدس، وهذا حدث جلل للمنطقة، وهو يغطي على العدوان الإسرائيلي على أهلنا في غزة، ولكن ما لم يتم تحقيقه للولايات المتحدة من خلال العدوان وتم ضربه من قبل موسكو فعلياً، كان الهدف الرئيس غير المشروع الذي تحاول الولايات المتحدة تحقيقه في سوريا هو تفكيك الترويكا الثلاثية التي قامت بها موسكو في 30.12.2016 وصولاً إلى سياق أستانا الذي كان يحتمل ستة أشهر ومن ثم انتقاله في قمة أنقرة من المستوى التكتيكي إلى المستوى الاستراتيجي عن طريق إعلان اللجنة الدائمة لدعم الحوار والحل في سوريا، وهذه الترويكا هي التي سببت تقلصاً في الدور الأمريكي وتراجعاً حقيقيا في الدور الأمريكي في المنطقة، وإحباط هذا الهدف الكبير الذي تم إحباطه، يوازي كل الأهداف الصغيرة والجزئية التي تم تحقيقها بالإضافة إلى أننا نتحدث عن تصوير أمريكي بأن الانسحاب الأمريكي من سوريا سيولد فراغا تدعمه "داعش" بعد التنسيق بين الولايات المتحدة وتنظيم داعش بالتزامن مع العدوان الثلاثي على سوريا، وبالتالي هو استهداف مباشر لإيران وللمقاومة الشعبية ومحاولة لتصوير روسيا على أنها تتقاعس في محاربة الإرهاب، وهذا الحدث الذي بادر الجيش السوري إلى إحباطه على الفور من خلال دخول الجيش السوري إلى مخيم اليرموك الذي يتواجد فيه تنظيم "داعش" الإرهابي.
الحدث بالدرجة الأولى هو أن الإرهاب ومصنعيه هم من اعتدوا على سوريا اليوم، فانهزام الإرهاب في سوريا يتطلب منهم اتخاذ إجراء لحماية الإرهاب وإنقاذه لكي ينتصر لأهدافهم التي رسموها لسوريا، وهذا الاستهداف يأتي بالدرجة الأولى ضد سوريا، وضد كل حلفاء سوريا إن كانت إيران وإن كانت روسيا، أو الحلفاء الذين يقاتلون إلى جانب الجيش السوري ضد الإرهاب.
لقد خرجوا عن الشرعية الدولية وحاولت روسيا بكل إمكاناتها أن تجذبهم نحو قرار أممي، وقد أعطت سوريا الفرصة من أجل كشف كذبهم وبهتان ما يخططون له، بالرغم من كل ما أصاب وسائط الدفاع الجوي من تخريب وتدمير ممنهج منذ بداية الحرب على سوريا خدمة لإسرائيل وقوى العدوان لم يفلحوا، فقد استطاعت قوات الدفاع الجوي السورية إسقاط الطائرة الإسرائيلية، واليوم استطاعت هذه القوات إثبات جدارة كاملة، بحيث استطاعت إسقاط ثلثي الأهداف التي هاجمت دمشق وحمص وباقي المناطق السورية، وهذا دليل على أن القدرات الدفاعية السورية بخير وبدأت تأخذ دورها بشكل صحيح وتعود إلى أقوى مما كانت عليه سابقاً.
حتى الآن الصواريخ التي تم التعامل فيها مع أهداف العدو هي من صناعة قديمة، "الشيلكا" اشتركت بحرب عام 1973، واستطاعت الصواريخ القديمة الأخرى "زبتشورا" و"كفادرات" وغيرها من الصواريخ القديمة منذ العهد السوفييتي استطاعت اليوم أن تتعامل مع أهداف العدو وتسقط عدد كبير منها، وطبعا روسيا تقوم بتعديل بعض المنظومات الدفاعية، هناك أناس ممولين لهم يعطونهم ثمن الصواريخ بالكامل وخاصة السعودية، والأمر المهم هنا هي تجربة حرب الـ 1982، فقد استطعنا أن نتفوق في الحرب الإلكترونية، استطعنا إسقاط طائرات بوسائط إلكترونية، وبطبيعة الحال من الطبيعي بعد عشرات السنين أن نستطيع إسقاط الصواريخ، أو نحرف مسارات اتجهاهها وطبعا بمساعدة من الأصدقاء الروس.
استطاع الجيش العربي السوري اليوم صباحاً بقوة إرادة التصميم صد العدوان الثلاثي، الذي قامت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بصواريخ تعتبر فخر الصناعات الأمريكية، استطاع صد هذه الصواريخ ولم تستطع هذه الضربة أن تحقق أهدافها أو أن تؤتي أكلها، في حلب في ساحة سعد الله الجابري خرج أهالي حلب للتنديد بهذا العدوان ولكي يقولوا لترامب إنهم لايخافون صواريخه ولا صواريخ غيره، ونحن يوم أمس صباح اليوم شهدنا بكل فخر كيف كانت قوات الدفاع الجوي السوري تسقط صواريخ العدوان، وكانت المشاعر جياشة وتملىء العيون دموعاً بعزة نفس، وخرج الآلاف من السوريين على شرفات منازلهم، لقد كان مشهداً يدعوا للفخر، مشهداً من الصعب وصفه ، نحن بقوة تصميمنا وبقوة شعبنا وحلفائنا روسيا والصين وإيران وحزب الله نستطيع أن نقارع قوى الاعتداء.
اليوم يولد نظام عالم جديد من رحم دمشق لصبح العالم لاعالم القطب الواحد بل عالم القطبين الدوليين يرتكز على محورين محور الأخيار الذي تقوده موسكو، ومحور الأشرار الذي تقوده واشنطن.
سامح حايك مواطن من أهالي حلب شارك في وقفة التنديد في ساحة سعد الله الجابري في حلب وقال:
نحن لانخاف ترامب ولاغيره، نحن باقون بقيادة الرئيس بشار الأسد، نحن نحتفل بساحة سعد الله الجابري، ونحن تحت قيادة الرئيس بشار الأسد لا نسأل على أمريكا ولا فرنسا ولا بريطانيا ولا نهابهم.
حسين الجاسم أحد مواطني حلب من المشاركين في وقفة التنديد بحلب أيضاً قال:
"نحن اليوم وقفنا وقفة عز وشموخ ونندد بالعدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا، نحن صامدون وسنبقى صامدون خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للقائد الرمز بشار حافظ الأسد".
الإعلامي والسياسي المصري العروف ماجدي البسيوني كان في هذه اللحظات في دمشق تحدث عن ما رآه بأم عينه في هذه اللحظات وقال:
"النصر حليف لدمشق ، أنا وبكلمكم والناس خرجت كلها إلى شوارع دمشق، وأطمئن كل الناس بأن دمشق صامدة ومنتصرة والنصر حليفها، هذه الصواريخ "الفشنك" كما نقول نحن في مصر باللغة المحلية إلا برداً وسلاماً على دمشق، كنا نتأهب للاستماع إلى صوت الأذان في الفجر، ومع أذان الفجر انطلقت الصواريخ المدفوعة سلفا ممن يذهب إلى الحج، تخيل يا أخي، المسلمون يذهبون إلى الحج ويدفعون أموالاً وهذه الأموال تذهب إلى أمريكا ليشتروا بها صواريخ ويقتلوا بها من يقول ألله أكبر، كيف يمكن أن يعقل هذا!، مع بداية العدوان استيقظ الشارع الدمشقي وخرج مرحباً بصدور عارية ويقول نحن انتصرنا، ونحن بخير، فكيف أنتم أيها المتقاعسون؟
أنا أقرأ ماحدث وكأنني أنظر الآن إلى منبر الجامع الأموي وأرى عليه الرئيس بشار الأسد وهو يخطب من عليه خطاب النصر كما الخطاب الذي خطبه الزعيم جمال عبد الناصر أثناء العدوان الثلاثي على مصر.
إني أرى الرئيس الأسد يقف على منبر الجامع الأموي ويخطب خطاب النصر المبين على الكل وليس فقط أعداء الإسلام بل النصر على كل أعداء البشرية، لقد سقطت الشرعية الدولية قل أن سوريا انتصرت ولاتقل أن سوريا ضربت، الذي ضربت هم كل المتقاعسين في الوطن العربي والمدعين أنهم يريدون الديمقراطية، انظروا إلى شوارع دمشق، ليقولوا ماشاء ويكذبون وبدأوا منذ البداية بكذبة كبرى ليأتوا ويروا الناس في يوم إجازتهم، الناس الذين نزلوا إلى شوارع دمشق، ومن يقول أو يصدق أن الرئيس الأسد تقاعس أو هرب، وأن المسؤولين السوريين قد تركوا أماكنهم وهربوا أو غادروا، فهو لايتعدى إنسان يحمل رأس بلا عقل".
تقرير: نواف إبراهيم