في هذا السياق قال مصدرٌ سوري مطلع لـ"سبوتنيك" إنّ: "تنظيم جيش الإسلام وجد نفسه في الموقع الأكثر صعوبة مقارنةً بباقي الفصائل المسلحة التي خرجت من الغوطة الشرقية نتيجة التناحر التركي القطري السعودي الذي أدى لخلافات وجولات اقتتالٍ كثيرة بينه وبين فيلق الرحمن وجبهة النظرة".
وأضاف أنّ "جيش الإسلام انتقل إلى جرابلس الحدودية مع تركيا وهي تحت الاحتلال التركي وتنتشر فيها قوات ما يسمى بدرع الفرات التي لم تحتف بجيش الإسلام إذ تعرض مسلحو الأخير للإذلال عند وصولهم إلى المنطقة، فضلاً عن أنّ تركيا كانت تنظر إلى "جيش الإسلام" على أنه أداة بيد منافستها السعودية على النفوذ والوجود في المحيط الدمشقي وهذا يعني أنها لا تثق به أبداً".
وأردف المصدر الملطلع أن "جيش الإسلام" في حالة انقسام كبيرة والأجنحة المشكلة له لم تكن موحدة لا عقائدياً ولا عسكرياً ولا سياسياً، إذ كانت هناك أجنحة تعكس مصالح شبكات الممولين لكن الجناحين الأساسيين هما الجناح المتشدد الذي يرأسه الإرهابي أبو عبد الرحمن كعكة المفتي العام للميليشيا والجناح الأقل تشدداً يرأسه المدعو أبو عصام البويضاني القائد العسكري لها، و كلاهما قد تشكّلا عبر تحالفات عائلية قد فكّكت إلى حد ما النزعة السلفية وعادت الأجنحة إلى حالتها الأولى مما يُعزّز موقف الدول الأخرى في التلاعب ببنية "جيش الإسلام" ولذلك قد تحاول تركيا استمالة مئات العناصر من جيش الإسلام وتُرجعهم من الوهابية السعودية إلى مبادئ "الإخوان المسلمين" التي تؤمن بها القيادة التركية (من وجهة المصدر) وتستغلهم في القتال ضد الأكراد كما حال قوات درع الفرات وذلك حسب المصدر السوري المطلع ذاته الذي أكد لـ"سبوتنيك" أنّ "جيش الإسلام" يبحث عن دور له في الشمال السوري أو دول داعمة جديدة تدعمه كي لا يموت أو تذوب تشكيلاته القتالية بشكل نهائي ولكن بكل تأكيد لن يكون له ذلك الدور القتالي في الشمال السوري لأن كل الفصائل المسلحة هناك لا تثق به ولا يمكن لها أن تتحالف معه حتى ولو كان الداعم لهما واحداً، فضلاً عن أنه خرج من الغوطة الشرقية دون أسلحة ثقيلة أو متوسطة وبالتالي قد يصبح أغلب مقاتليه مشردين في مخيمات اللجوء دون أي دور قتالي وبذلك سيتفكك "جيش الإسلام" وقد يتجمع مسلحوه في تشكيلات قتالية صغيرة تحت مسميات جديدة وعقيدة جديدة تتبع حسب المصلحة المادية".