وكان أردوغان أعلن، أمس الأربعاء 18 أبريل/ نيسان، إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في الرابع والعشرين من يونيو/ حزيران المقبل.
قال المحلل السياسي التركي، مصطفى أوزجان، اليوم الخميس، إن الرئيس التركي فاجأ الجميع بقراره بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد شهرين من الآن، وأن المعارضة كانت تعرف أن أردوغان لن ينتظر حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ، ولكن لا أحد كان يعرف متى بالتحديد ستجرى الانتخابات حتى باغت الرئيس التركي الجميع وأعلن موعد الانتخابات.
وجاء إعلان أردوغان، الموجود في الحكم منذ عام 2002، عقب اجتماعه بزعيم حزب الحركة القومية دولت بجهلي الذي اقترح، الثلاثاء، إجراء انتخابات مبكرة في أغسطس/ آب، بدلا من موعدها المقرر أواخر 2019.
وقال أوزجان، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الوقت الحالي يصب في مصلحة أردوغان وحزبه"، مفسرا ذلك "بأن الظروف الاستثنائية التي تمر بها تركيا والحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي ظهرت في الانهيار الشديد في سعر صرف الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية، قد يؤثر على أردوغان وحزبه في الانتخابات إذا انتظروا للعام المقبل، فقد يخسر الحزب مقاعد في الانتخابات البلدية المقرر لها بداية العام المقبل، ومن ثم إجراء الانتخابات الآن يجنب الرئيس الكثير".
وكشف المحلل التركي أبرز مكاسب أردوغان من تقديم موعد الانتخابات، وهي: "عدم استعداد المعارضة للزج بمرشح قوي للرئاسة"، لافتا إلى أنه في السابق "استطاعت المعارضة تقديم مرشح قوي مثل أكمل الدين إحسان أوغلو للترشح للرئاسة، ولكن الآن الأحزاب المعارضة تتعارك وليس في الأفق اجتماعهم على مرشح واحد".
ومن جانبه، قال الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كرم سعيد، إن مقترح تبكير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لم يكن مفاجئا لا للرئيس التركي، ولا حزب العدالة والتنمية، وإنما "طبخة تم إعدادها جيدا مع حزب الحركة القومية".
وأضاف، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن تقدم زعيم حزب الحركة القومية بالطلب، والموافقة عليه بشكل سريع، يؤكد أن هناك اتفاق مسبق عليه، لأن رئيس حزب الحركة الوطنية لم يكن يجرؤ على طرح هذه الفكرة دون التنسيق مع الرئيس التركي.
ولفت سعيد إلى أن قرار الرئيس التركي يحمل عدة دلالات، أولها، "رغبة أردوغان في السيطرة على المشهد، وتكريس السلطوية على حساب الممارسات الديمقراطية، لأن إجراء الانتخابات هو تطبيق عملي للتعديلات الدستورية التي تم تمريرها في أبريل الماضي، والتي تذهب بالبلاد إلى النظام الرئاسي".
وأشار المحلل السياسي إلى مخاوف الرئيس التركي وحزب "العدالة والتنمية" من أوضاع الداخل التركي المحتقنة على مستوى الاقتصاد، و التراجع غير المسبوق في سعر الليرة، فضلا عن أن الاحتقان السياسي على أشده.
كما لفت سعيد إلى "تآكل شعبية حزب العدالة والتنمية، التي كشف عنها التصويت في الانتخابات الرئاسية الماضية، والانتقادات التي وجهت إلى تركيا بسبب عملية غصن الزيتون في سوريا"، مضيفا أن الحراك الداخلي المناهض للرئيس التركي، دفعه إلى الذهاب سريعا إلى انتخابات تضمن له الإمساك بمفاصل المشهد.
وعن تأثير تبكير الانتخابات على الأحزاب المعارضة، قال الخبير في الشأن التركي إن إجراء الانتخابات في يونيو/ حزيران المقبل، يمنع الأحزاب التي بدأت حصد جماهيرية وشعبية على الأرض، و تحديدا حزب الخير الذي تقوده ميرال أكشينار وزيرة الداخلية السابقة، وأحد الأعضاء في حزب "الحركة القومية" قبل أن تنفصل عنه، من الاستعداد والدفع بمرشح قوي للرئاسة.
وشدد الخبير السياسي على أن الساحة التركية خالية من منافسين أقوياء لأردوغان، ولو هناك منافسة ستكون مع ميرال أكشينار فقط.