عند زيارتي إلى لالش، اليوم الخميس، 19 أبريل/نيسان، وجدت مجموعة رائعة من الشباب قد أقاموا مهرجان للقراءة، متضمنا كتابا متنوعة وجميلة.
بهذا الوصف بدأ الشاب الإيزيدي، باسم شفان (25) سنة من قضاء سنجار، حديثه لمرسلة "سبوتنيك" في العراق، عن مهرجان القراءة الأول الذي أقيم قرب مزار معبد لالش (نحو 12 كم شمال غرب قضاء شيخان التابع لمحافظة دهوك، في إقليم كردستان).
وأخبرنا شفان، أنه اختار من المهرجان، كتاب يتحدث عن الديانة الإيزيدية، وآخر بعنوان علم النفس التطوري للمؤلف العالم الأمريكي دافيد باس.
ونوه شفان، إلى إقبال من قبل زوار لالش، معبرا بأنهم كانوا يشاركوه السعادة بوجود هكذا جهود لتشجيع الناس على القراءة، مختتما بعبارة "إنه عمل رائع".
ما وراء المهرجان، يقف شباب وفتيات من أبناء المكون الإيزيدي، تبرعوا بكتبهم الخاصة لهذا الحدث الذي اختاروا له مكانا قرب المعبد، لاستقطاب أكثر عدد ممكن من الضيوف.
وصرح أحد أعضاء الفريق المنظم للمهرجان، الشاب نوري عيسى، أيضا من قضاء "سنجار، غربي الموصل"، لمراسلتنا، قائلا: "نحن مجموعة شباب، ليس هناك أسم محدد لفريقنا، قمنا بهذه الفعالية بتطوع منا، في معبد لالش".
وأضاف نوري، عدد الكتب التي قدمناها في المهرجان، نحو 200 كتاب من مختلف الفئات الأدبية، والشعرية، والاجتماعية، والفلسفية.
وعن مصدر الكتب، أخبرنا نوري، "إنها كتبنا الشخصية، جمعناها، واستعرنا 50 كتابا من مكتبة مؤسسة سنجار في مخيم النازحين"، وعرضت للاستعارة في مساحة مفتوحة للقراءة.
وأكمل، نوري، عن ما تضمنه المهرجان، إذ بدء بتعريف عنه، ومحاضرة حول أهمية القراءة وأخرى حول الاهتمام بنظافة المعبد، مع جلسة حول دورة المرأة في حوار مفتوح ومناقشات ضمنية.
وعدد الحضور الذين تفاعلوا مع المهرجان، بلغ 255 شخصا، حسبما ذكر نوري، ملخصا صلب الأهداف التي وضعها وأصدقائه من هذا الحدث، وهو لأخذ فكرة حول أهمية القراءة، معللا "لأن على الرغم من الزيادة في نشر الكتب هذه الأيام، لا يزال هناك عدد كبير من الناس الذين لا يقرؤون أكثر من كتاب واحد في السنة، وهذا الأمر يستدعي إعادة النظر فيما هو المسؤول عن قلة القراءة، كما يستدعي التذكير بأهمية وفوائد القراءة".
وبرزت مشاركة الفتيات الإيزيديات وهن يرتدين قبعات تغطي ملامحهن الجميلة، من أشعة الشمس الدافئة بين سفوح الجبال المغطاة بزهور النرجس وبراعم التين، في المهرجان للقراءة والحصول على كتب تجذب انتباههن، مع شباب ورجال المكون.
وعلى مدى اليومين الماضيين (17-18) إبريل، شهد مزار لالش توافد آلاف الايزيديين، للإقامة مراسم "عيد رأس السنة الإيزيدية، ويعد أيضا عيد الخليقة"، حيث ارتدت النسوة، والرجال الزي الفلكلوري الأنيق، وتلوين البيض، وزيارة باقي المزارات قرب سنجار القضاء الذي تعرض فيه المكون في مطلع أغسطس/آب 2014، لإبادة شنيعة نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي بقتله الرجال ودفنهم أحياء واقتيات نحو 5 آلاف شخص بينهم أغلبية من النسوة "سبايا" والأطفال "غنائم"، وما تم تحرير منهم حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف.