سبوتنيك. كان لمنتدى يالطا الاقتصادي الدولي الرابع محور اهتمام عالمي لما له من أهمية اقتصادية امتزجت بالتاريخ السياسي بعد الحرب العالمية الثانية من جهة، ومن جهة أخرى لما كان للدولة السورية من حضور بارز واهتمام كبير من الطرف الروسي وجميع الأطراف الدولية المشاركة وخاصة خلال مؤتمر التنمية الاقتصادية وإعادة إعمار سورية التي خصص لها يوماً ضمن فعاليات هذا المنتدى الدولي المهم.
في حوار خاص لبرنامج "ما وراء الحدث" تحدث الأستاذ سمير حسن رئيس مجلس الأعمال السوري الروسي عن الكثير من الأمور المهمة التي حصلت ووضح الكثير من المغالطات الإعلامية التي كان هدفها النيل من نجاح المؤتمر.
نص الحوار
سبوتنيك: نحن شهدنا الكثير من الأعمال والنشاطات والمداولات والنقاشات والإنجازات الكبيرة صراحة، وتخصيص سورية بحصة كبيرة جداً من الاهتمام في هذا المؤتمر الذي حضرته شخصيات كبيرة من مختلف دول العالم، وعلى درجة عالية من الاختصاصيين في مجال الاقتصاد وشتى المجالات الأخرى، لكن الموضوع الاقتصادي كان هو الموضوع الرئيسي، سؤالنا هنا، إلى ما توصلتم إليه حقيقة في نهاية هذا المنتدى؟
سمير حسن:
سيدي الكريم، كان اللقاء جيداً ومثمراً كثيراً وتحديداً هذا الاستقبال وهذه الحفاوة التي استقبلنا بها الإخوان الروس وتحديداً رئيس جمهورية شيه جزيرة القرم الروسية السيد سيرغي اوكسيانوف، الذي جاء بنفسه لأجل استقبال الوفد السوري في المطار.
أما بخصوص المنتدى فقد كانت المواضيع ومحاور اللقاءات ومواضيعنا الخاصة متشعبة وكثيرة ، وأول موضوع يفترض أن يبحث هو تسيير خط النقل البحري بين سورية والقرم ، والموضوع الثاني ، هو آلية العمل التجاري بين البلدين ، كون شبه جزيرة القرم هي أقرب نقطة إلى الساحل السوري الآن ، فمدة رحلة السفينة تستغرق أربعة أيام ، بينما أقرب نقطة أخرى تستغرق فيها رحلة السفينة من 6 إلى 7 أيام ، زائد الخدمات السورية الموجود في المرافىء، وهذه من المحاور المهمة جداً في النقاشات التي دارت فيما بيننا مع الطرف الروسي ، زائد توضيح العلاقات ، وعمليات التسديد المالي بين البلدين ، وكيف يمكن الوصول إلى آلية تكامل مشترك بالعلاقات الاقتصادية.
سبوتنيك: طيب عذراً أستاذ سمير على المقاطعة، أنتم لم توقعوا حتى اللحظة بعد المشاورات أي اتفاقات… هناك فقط تم توقيع مذكرة تفاهم على نية التعاون بعد انتهاء المنتدى المخصص لإعادة إعمار سورية والتنمية الاقتصادية، وتوأمة كل من مدينتي يالطا واللاذقية، لماذا لم يتم توقيع بعض الاتفاقات؟
سمير حسن:
نحن رتبنا مذكرة تفاهم كبيرة، وهناك لجان ستتابع هذه المذكرة، وسينتج عنها اتفاقات في المستقبل القريب، مذكرة التفاهم كانت واضحة وتتحدث عن المحاور التي ذكرناها آنفا، بالإضافة إلى محاور أخرى حول كيفية انسياب السرعة في التعاون بين البلدين، وانسياب رجال الأعمال بين البلدين أيضا، واللقاءات التي يجب أن تتم، واتفقنا على أن يتم عقد لقاءات خلال كل ثلاثة أشهر، اللقاء القادم سوف يكون في دمشق إن شاء الله، في الحقيقة موضوع التوأمة بين اللاذقية ويالطا هو موضوع تم بحثه قبل عقد المنتدى لتسهيل التطبيق، وهناك كان زراعة كما رأيتم لأشجار الزيتون في اللاذقية وفي يالطا في نفس التوقيت، وكان هناك حضور لافت من الأخوة الروس والأخوة السوريين المرافقين لنا أثناء زراعة هذه الأشجار.
سبوتنيك: يعني عملياً لم يتم توقيع اتفاقات استراتيجية، هناك حديث عن إقامة مصانع ومعامل وتغليف الخضار والفواكه وتجارة العامة إلى ما هنالك، وهناك الحديث عن بناء واستملاك عقارات لرجال الأعمال السوريين في القرم، هل تم توقيع أي وثيقة بهذا الخصوص؟
سميرحسن:
توقيع بمعنى الكلمة الدقيق لا يجوز، الأمر يتلخص في أنه يتم تشكيل لجان، وتقوم هذه اللجان بتقديم دراسة اقتصادية لكل مشروع، وهذه الدراسة الاقتصادية تحتاج إلى وقت، وليس بهذه السهولة يمكن التوقيع عليها، لكن هناك نوايا مشتركة من الجانبين لأقلمة مشاريع مشتركة في مناطق مختلفة من البلدين في سورية والقرم.
سبوتنيك: أنا لا أريد أن أتحدث في العمق لأننا نفهم تماماً كف تسير هذه الأمور، لكن لإيضاح الفكرة، هناك معوقات تم الحديث عنها من الطرفين، ما هي أهم المعوقات التي تعيق الآن هذا التعاون بشكل سريع ومتواتر، وكيف ستتعاملون معها، وهل من عقبات تم تذليلها، يعني لكم حرية الحديث، لكن نريد أن نقطع الشك باليقين، هناك الكثير من الأحاديث عن وجود خلافات أو اختلافات بين الطرفين، لنسميها كذلك؟
سمير حسن:
اسمح لي أن أقول لك، أولا إنه لا توجد خلافات بيننا وبين الجانب الروسي، وثانياً أنا لا أعتقد بوجود عقبات في العلاقة الروسية السورية ، وقد يكون هناك إشكالات صغيرة لتحسين آلية العمل بين البلدين، ولكن هذه الإشكاليات لا تؤثر على سير العمل، ونحن قادرون على تذليل كل العقبات التي سميتها أنت عقبات، هي في الحقيقة ليست عقبات كما قلنا ، ولكن نحن نسعى إلى تذليل كل الصعوبات التي يمكن أن تعترضنا ونفكر فيها، ولا شك لدينا الكثير من المسائل التي تحتاج إلى حلول، وتحتاج إلى النقاش والبحث، هذا ما نعمل عليه الآن مع الأصدقاء الروس، وهذه المواضيع يوجد إمكانية لحلها، وحلها سريعاً، وبالتالي نحن سوف نرى خلال 3 أشهر قادمة أن هناك عقود حقيقية صارت رغم كل ما يقال وما يشاع.
سبوتنيك : في أي مجالات تحديداً
سمير حسن:
مثلا تغليف الخضار والفواكه في أحد المعامل، وهناك معامل أخرى قيد التفكير، هناك الكثير من الصناعات التي توجد في القرم نحن نحتاجها في سورية، وهناك صناعات كثيرة ومواد كثيرة بإمكاننا أن نصدرها إلى القرم، ولكن هذه المسألة تحتاج كما قلنا إلى دراسات اقتصادية وكيفية الوصول والنقل ومقارنة الأسعار ومن أين أرخص للسوريين أن يحصلوا على ما يريدون، ومن أين للقرم أن يحصل على الأرخص، وأقل تكلفة يعني كل هذه الأمور تحتاج إلى دراسات مستفيضة حتى يمكنك أن تتخذ قراراً بهذا الشأن، لأن هذه الأعمال تحتاج إلى عقل هادىء ويفكر بروية، لأن هناك آلية للربح لابد من العمل عليها بدقة لمصلحة الجميع.
سبوتنيك: أنتم تفضلتم وتحدثتم عن أمر هام للغاية وقد يكون هو أحد أهم ما نسميه بالعام مصطلح العقبات، وهو موضوع التسديد، هل توصلتم إلى صيغة معينة، هناك حديث عن بنوك أو بنك روسي سوري مشترك يتعامل بالعملات الوطنية للبلدين، هذا السؤال محوري ومهم لأن دونه ترتيبه العمل الاقتصادي دون حل هذه المسألة قد يعيق التعاون الطرفين؟
سمير حسن:
أولًا من الممكن التعامل بالعملات الوطنية، وثانياً يمكن المقايضة، وثالثا يمكن إيجاد آلية تقديرية لثمن المواد من كلا البلدين وتجهيزها، يعني اليوم عندما تكون هناك رغبة مشتركة بين طرفين رغبة حقيقية وصادقة، فلا يوجد شيء يمكن أن يقف في وجهها، ويمكن إيجاد الحلول، ونحن نعمل والأصدقاء الروس على الحلول بشكل لا يتعارض مع المبادىء الاقتصادية السليمة التي نفكر فيها بشكل عام.
سبوتنيك: يعني بشكل عام أنتم تقيمون هذا المنتدى بأنه على درجة عالية من النجاح والخطوات كما تفضلتم ستطبق فعلياً وانه خلال الأشهر الثلاثة القادمة سنرى تفعيلاً حقيقياً لهذا الأمر؟
سمير حسن:
أنا تقديري الشخصي أنه من المؤتمرات الناجحة والتي من الممكن أن تعطي نتائج جيدة ومرجوة فعلاً، لقد كان هناك وضوح في العمل، وكان هناك مصارحة شفافة، وكانت هناك مكاشفة حقيقية، وأين كل طرف منا يقف، وأين يجب أن يكون، وكيف سوف يتحرك ومتى وأين وفي أي اتجاه، وكان هناك بحث حقيقي من قبل كل رجال الأعمال من الطرفين ومن قبل كل الوفود نحن متفائلون جداً بالتعاون مع الصديق والشريك الروسي.
أجرى الحوار نواف إبراهيم