كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد حذر من أن إيران مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم بـ"قوة" إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015
حيث قال أحمد أبو دوح الكاتب و المحلل السياسي إن تصريحات وزير الخارجية الإيراني تخرج البرنامج النووي الإيراني من الطابع السلمي التي تنادي به إيران و التحول إلى الطابع العسكري ثانيا يتصور أحمد ابو دوح أن هذا يصب في سلة أوراق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي يذهب بها إلى الرئيس الامريكي ترامب لإقناعه بأهمية الإلتزام بالإتفاق النووي مع إيران ويتصور أن الأوروبين أيضا حذرون من انسحاب أمريكا لأسباب رئيسية منها أن هذا الإتفاق سيموت حتما إذا انسحبت أمريكا منه رغم أن روسيا وأوروبا كان لديهم اعتقاد أن هذا الإتفاق من الممكن أن يسير قدما دون الحاجة لأمريكا.
ولكن هناك تطورات إيجابية حدثت آثناء اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الذي عقد الأسبوع الماضي و تمكنوا من الضغط على أمريكا من اجل اعطائهم ضمانات كتوقيع اتفاق بين الاوروبيين و أمريكا بعدم السماح لإيران بإمتلاك قنبلة نووية حتى بعد انتهاء صلاحية الإتفاق النووي بعد أقل من عشرة أعوام.
و أضاف أبو دوح أن المشكلة تكمن في أن ترامب لا يتحرك وفق المسارات التقليدية في العلاقات الخارجية فيما يخص أمورا تلامس كثيرا قناعات الحزب الجمهوري و بالتالي فهذا ما يحرك ترامب و ليست المصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية و يعتقد أن مصلحة الاوروبيين أن يصلوا إلى تفاهمات مع إيران خصوصا أنهم جار جيوغرافي لمنطقة الشرق الأوسط التي باتت إيران تتمتع بنفوذ كبير فيه فالدول الاوروبية لا تخشى من البرنامج النووي و إنما تخشى من البرنامج الصاروخي البالستي و من قرب تركيب هذه الصواريخ على مواقع من الجانب الآخر من البحر المتوسط.
يتصور أبو دوح أن الولايات المتحدة الامريكية يوجه لها سؤال ماهى البدائل الاخرى إذا انسحبت امريكا من هذا الإتفاق وقامت إيران بإعادة تخصيب اليورانيوم فهل ستقوم الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية لإيران.
فالمشكلة هنا جيوسياسية أعمق بكثير من مسألة الاتفاق النووي، و قال إن صعود جون بولتون و مايك بومبيو إلى الادارة الامريكية يجيب على سؤال من يريد التصعيد.
إعداد وتقديم: نوران عطا الله