وزير الاقتصاد السوري يتحدث عن توقيع خارطة طريق للتنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار في سوريا

انتهت فعاليات منتدى "يالطا" الاقتصادي بدورته الرابعة في مدينة يالطا في شبه جزيرة القرم، وكانت المشاركة السورية في هذا المؤتمر عالية المستوى من حيث الكم والنوع، حيث أن الحضور السوري في هذا المنتدى نال اهتماما خاصا من الجانب الروسي ومن الأطراف المشاركة من جميع الدول.
Sputnik

سبوتنيك. وجرت مناقشات ومداولات متعددة الأشكال ناقش خلال المشاركون عملية المشاركة في التنمية الاقتصادية في سورية وإعادة الإعمار والجوانب المرتبطة فيها وخصص يوم لسورية خلال المنتدى عقد فيه مؤتمراً بعنوان "إعادة إعمار سورية".

حول نتائج هذا المؤتمر كان لبرنامج "ما وراء الحدث" حواراً خاصاً مع رئيس الوفد السوري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل

نص الحوار:

سبوتنيك: سيادة الوزير النتائج العامة لهذا المنتدى واضحة جداً، ودعوني لو سمحتم أن أبدأ بالسؤال حول مشاركة أطراف دولية بعضها كان له دور في تدمير سورية، وبعضها إلى حد ما كما هي الحال المشاركة الألمانية، حبذا لو تحدثنا عن ذلك وكيفية التعامل مع هذه الناحية لجهة مشاركة هذه الدول؟

الوزير الخليل: الحقيقة المشاركة بمنتدى يالطا الاقتصادي الدولي بدورته الرابعة هي مشاركة دولية موجود عدد كبير من الدول تجاوز ال 70 دولة وأكثر من 3000 آلاف مشارك ، وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك حضور ممثلين لتوجهات مختلفة ومتنوعة وأنا أقول أن المشاركة الاقتصادية للوفد السوري الذي كان هو الأكبر من بين الوفود المشاركة حيث تجاوز عدد المشاركين السوريين ال80 مشارك  ، حيث كانت مشاركة رجال الأعمال السوريين باختصاصات اقتصادية مختلفة ومتنوعة شملت كافة القطاعات في سورية فاعلة ، ولم تكن فقط من حيث من حيث الكم ،ولكن أيضاً من حيث  الحضور وتنوع ورشات العمل والمداخلات واللقاءات الثنائية مع رجال أعمال من دول مختلفة ، من جهة أخرى التميز في هذا المنتدى ظهر في عقد المؤتمر الخاص بالتنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار في سورية ضمن فعاليات هذا المنتدى وفي الحقيقة هذه الخطوة كانت دليلاً على حرص واضح لدى الجميع وخاصة  الجانب الروسي والإدارة المنظمة لهذا المنتدى وأيضا لدى الحضور لأن يكون هناك نتائج طيبة لهذا المنتدى وهذا ما لمسناه حقيقة من خلال النقاشات ومن خلال ما تم التوصل إليه من نتائج وقرارات في أكثر من ناحية في هذا المنتدى.

سبوتنيك:  سيادة الوزير كما تفضلتم هذا المنتدى بصيغته الدولية شاركت فيه دول كثيرة من جميع أنحاء العالم وهذا أمر طبيعي أن تتواجد شركات ومؤسسات دول كان لها الأثر السلبي في الحرب على سورية، لكن أنا أردت أن أدقق في مشاركتهم في المؤتمر الخاص بالتنمية الاقتصادية وإعادة إعمار سورية، وهذا أمر مهم  ولفتة مهمة من قبل المنظمين في ظل المتغيرات الحالية التي نشهدها على الساحة الدولية بسبب الخلاف على سورية، لذا قصدت هنا ليس فقط رمزية المشاركة وإنما الرسائل الموجهة من  خلال تخصيص يوم في المنتدى لسورية  ومن شارك بشكل خاص من هذه الدول بالمؤتمر الخاص بسورية؟

الوزير الخليل:

في الحقيقة أعتقد أن سباقاً بدأ في الظهور وسوف يتوضح أكثر في المستقبل بشكل أكبر حول أن دولاً مختلفة وعدد كبير من الشركات  تسعى لأجل الحصول على فرص استثمارية في سورية خلال المرحلة القادمة في مرحلة إعادة إعمار سورية ، سورية في الحقيقة كان قرارها واضحاً منذ  البداية ونحن في جلسة المؤتمر سمعنا مداخلات كانت خاصة بسورية ، وممثلوا بعض الدول الغربية دعوا لأن يكون لهم فرصة للمشاركة في الاستثمار في سورية ، لكم نحن في الواقع الاستثمار في سورية ليس حصصاً بل هو استثمار مبني على عمل مدروس وممنهج من جهات معينة في سورية والحكومة السورية ، وفي هذا الاستثمار سيشارك القطاع الخاص السوري وكذلك الأمر سيشارك فيه الأصدقاء والدول الحليفة لسورية ، الدول التي وقفت مواقف مشرفة إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب ، وربما يظهر في المستقبل بعض الحالات كالشركات المنتفعة إيجابياً لنسميها كذلك ، لبعض الدول التي لم يكن لها موقفاً سلبياً تجاه سورية.

سبوتنيك: مثل ألمانيا يعني؟

الوزير الخليل: اليوم نحن لسنا بوارد فرز الدول لكن هذا الموضوع من الوارد طرحه ، الموجود فعلياً الآن هو الشركات من الدول الصديقة ومستثمرين من هذه الدول ، ومستثمرين سوريين والقطاع الخاص السوري في سورية والمتواجد لدى دول صديقة لسورية ، السوريون لديهم إمكانات فنية في مجالات مختلفة ومتعددة ولديهم قدرات وخبرات لا يستهان  بها ، و لدى القطاع الخاص السوري إمكانات وقدرات مالية عالية داخل سورية وخارجها وللدول الصديقة أيضاً ، وأعتقد أن هذا الأمر في غاية الأهمية في المرحلة القادمة وخاصة لجهة العمل في القطاعات التي تحتاجها سورية في مرحلة إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية في الفترة اللاحقة

سبوتنيك: سيادة الوزير ماهي  الإجراءات التي يمكن أن تقدمها الحكومة السورية لجميع الأطراف من أجل تحقيق ماتفضلتم به والوصول إلى تفعيل نتاجات هذه المداولات والحوارات ومذكرات التفاهم التي تم التوصل إليها، وإلى ما هنالك في ظل الحصار الاقتصادي الدولي ليس فقط على سورية بل على حلفاء سورية وفي مقدمتهم روسيا؟

الوزير الخليبل:

 الحقيقة مادامت الإرادة موجودة فكل القضايا قابلة للحل وللعمل عليها ، والإرادة فعلا محققة وموجودة لدى الجانب السوري ولدى الجانب الروسي ولدى الأصدقاء الحقيقيين لسورية ،النقاشات التي تمت على سبيل المثال فيما يتعلق بالتبادل التجاري وكل ماله علاقة من سهولة نقل البضائع إلى إمكانيات تحويل الأموال وتسهيل نقلها وصولاً إلى سهولة دخول  وخروج رجال الأعمال وتنقلهم بين البلدين ، هذه العناصر الثلاثة كانت واحدة من مطارح الحوار والنقاش كما شاهدتم وسمعتم ، جميعها لها حلول ، وبالإمكان التصرف بها ضمن الإمكانات الموجودة وبما فيه وله من خير ومصلحة للبلدين،  وأيضا على صعيد الجانب الاستثماري تم طرح العديد من المشاريع والاستثمارية طبعا هناك بالمناسبة تم توقيع خارطة طريق بين عدد من الجهات السورية والجهات الروسية وأهمها في مجال الطاقة في مجال النفط والغاز وإتفاقات تم العمل عليها وتم توقيعها في  أيام المنتدى ، وإنما في الفترة القريبة الماضية قبل عقد المنتدى  ، وأيضا هناك عدد من المشاريع التي تفكر ربها وتدرسها القطاعات المختلفة في روسيا ، يعني هناك قدرات موجودة في مجالات الصناعية هامة لدى روسيا بإمكانها أن تكون حاضرة في سورية  وتحتاجها السوق السورية ويمكن أن تكون هذه الصناعات والاستثمارات  مركزاً إقليميا يستطيع أن يصدر هذه المنتجات إلى دول الجوار الجغرافي لسورية وإلى أبعد من ذلك ،وبالتالي هي نشاطات مجدية إقتصاديا وذات ربحية عالية ومضمونة ، بالإضافة إلى توفر البيئة التشريعية اللازمة لاستثمار هذه المسالة سواء فيما يتعلق باتفاقيات التعاون الدولي الموقعة بين البلدين ، وهي عديدة ومنها اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة واتفاقية هامة وفعالة إلى القوانين الناظمة للاستثمار في سورية ، قانون الاستثمار ، وقانون التشاركية  وغيرها ، كل هذه القوانين وهذه الإتفاقيات تهيىء البيئة التشريعية والمناخ الاستثماري اللازم.

  أيضا على مستوى عنصر الأمن والأمان والذي يشكل عنصراً أساسياً وضرورياً لأي حركة للأموال والاستثمار في أي بلد فقد تحقق إلى حد كبير في سورية في أغلب المناطق السورية وأعتقد أنه خلال الفترة القريبة القادمة سيكون الأمن والأمان هو سمة كل الجغرافيا السورية بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وبواسله، وأيضا بفضل الدعم الموجود من قبل الأصدقاء.

سبوتنيك: سيادة الوزير هل سنرى تفعيلاً حقيقياً على أرض الواقع لما تفضلتم به خلال الفترة القريبة القادمة؟

الوزير الخليل:

إن شاء الله كل الأمور تسير بالإتجاه الصحيح ، والعجلة بدأت تدور، وربما اليوم هناك بطء في دوران هذه العجلة لكن في الفترة القادمة أعتقد أنه سيكون هناك تسارعاً في كل هذه الاتجاهات وتفعيلها.

أجرى الحوار نواف إبراهيم.

مناقشة