وأضاف السبع، وهو ابن سعيد السبع أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 29 إبريل/ نيسان، أن الجامعة العربية تدخلت في الشأن السوري منذ اليوم الأول للأحداث السورية، فيما تصمت أمام انتهاك القانون الفلسطيني، عندما يلجأ الرئيس عباس لتعيين أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني لتجديد شرعيته المنتهية منذ 2009، لانتخابه بطريقة غير ديمقراطية.
وتابع "المعايير المزدوجة للغرب، وخاصة الولايات المتحدة والجامعة العربية، لا تعترف بالانتخابات السورية في 2014، رغم أن الشعب السوري تهافت على انتخاب الرئيس بشار الأسد في السفارة السورية في لبنان، بينما تعترف الجامعة العربية ومعها الولايات المتحدة والغرب بالرئيس محمود عباس، الذي انتهت ولايته في 2009".
واتهم المحلل السياسي نضال سعيد السبع، الرئيس الفلسطيني بأنه "يحكم بطريقة غير شرعية وغير قانونية منذ 2009، ويلجأ الآن إلى تزوير الانتخابات، عبر تعيين أعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني غير الشرعي وغير المنتخب، من أجل انتخابه رئيسا".
ولفت السبع إلى أن إسرائيل تعمل على تسهيل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله، لفتح الأبواب أمام عباس لتمرير صفقة القرن، والتنازل عن القدس ونصف الضفة الغربية، وشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، مشيرا إلى أن صفقة القرن ستفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، كما ستدفع إسرائيل لإبعاد فلسطينيي 1948 للضفة، لتطبيق مشروع يهودية الدولة الذي يتحدث به نتنياهو.
ودعا السبع الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج للتحرك السريع، عبر الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي إضافة للحكومات العربية لتصحيح الأوضاع، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني هو صاحب الولاية في الأول والأخر، ولا شرعية لأي شخص يحكم إذا لم يأت عبر صندوق الانتخاب".
كما دعا السبع حركتي حماس والجهاد، والفصائل الفلسطينية في دمشق، وتيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح والشخصيات الوطنية المستقلة، "للاجتماع فورا لوضع استراتيجية وطنية، ولا تنتهى عند خطة عمل وطنية شاملة لمواجهة التغول الإسرائيلي، ومواجهة العدوان على قطاع غزة، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني لم يمر منذ عام 1948 بمثل هذه الظروف الكارثية".
في المقابل، قال القيادي في حركة فتح، أحمد المندوه، إن الرئيس محمود عباس — رغم الاتهامات- يحتفظ بشرعيته، وهو ممثل حقيقي للشعب الفلسطيني، ويتخذ من المواقف والقرارات ما يراه مناسبا لمصلحة الشعب الفلسطيني، الذي يعاني كثير من الويلات، ولا يحتمل في الوقت الحالي أي خلافات سياسية داخلية.
وأضاف المندوه، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن الاعتقاد بأن أي انتخابات رئاسية أو تشريعية سوف تعيد إلى المشهد ما حدث في انتخابات 2006، هو اعتقاد خاطئ، لأن الظروف الأن تغيرت، والكل أصبحوا يدركون أهمية الإبقاء على تماسك الدولة الفلسطينية، وضرورة الإبقاء عليها في حالة ثبات، يمكنها من التفاوض بشكل قوي، لاستعادة الحقوق المسلوبة.
وأوضح القيادي في فتح، أن التشكيك في شرعية المجلس الوطني الفلسطيني ووطنيته، هو في الأساس تشكيك في كل ما هو فلسطيني مخلص ووطني، فالمجلس يحوز شرعية حقيقية، وتفويضه للرئيس محمود عباس في أي أمر، هو تفويض شرعي بالكامل.