ورفع المشاركون أعلاما شيوعية حمراء جابت شوارع بيروت، وسط أناشيد وطنية وثورية، كما حملوا شعارات تدعو إلى وحدة العمال وحماية حقوقهم.
وشاركت بعض النقابات في المظاهرة تحت مطالب اجتماعية أخرى، بالإضافة إلى شعارات سياسية، غلب عليها الطابع الانتخابي، في ظل استعداد اللبنانيين للتوجه إلى صناديق التصويت، يوم الأحد المقبل، في أول انتخابات برلمانية تجري منذ تسعة أعوام.
وقال الحزب الشيوعي، في بيان وزّع خلال التظاهرة التي حملت شعار "صوت واحد للتغيير في الشارع كما في صناديق الاقتراع"، إن "عيد العمال العالمي، عيد الطبقة العاملة، هو عيد من لا يملك إلّا قوة عمله وفكره ووضوح دربه، وعيد هذا الإرث الإنساني العظيم الذي حملته وستظل تحمله الطبقة العاملة، من أجل مستقبل البشرية وتقدمها وتحسين شروط العمل والحياة".
وتوجه الحزب الشيوعي بالتحية إلى "شهداء الطبقة العاملة اللبنانية وحركتها النقابية، إلى الذين سقطوا في ساحات الشرف والبطولة، في تظاهرات الحركة الطلابية وشركة الريجي ومعمل الغندور، ومزارعي التبغ وصيادي الأسماك… وألف وردة ووردة الى كل الذين لا زالوا يتصدون اليوم للرأسمالية المتوحشة".
وأكد الحزب الشيوعي "استمرار الصراع بين قوة العمل ورأس المال"، متوجهاً إلى اللبنانيين بالقول "لنكسر معاً القيود والأغلال لكي نحقق أحلامنا البسيطة في الحصول على الحق بالعمل والسكن والنقل العام والرواتب والأجور، وتأمين التعليم النوعي والمياه والكهرباء والبيئة النظيفة والطبابة والاستشفاء كما يعيش بنو البشر".
وفي كلمة ألقاها خلال التظاهرة، قال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب إن "نظامهم هو نظام الأحزاب الطائفة المغلقة على ذاتها، فيما مشروعنا للتغيير هو قانون وطني للأحزاب يلغي الطائفية ويترافق مع قانون مدني لأحوال الشخصية".
وأضاف "نظامهم السياسي هو نظام المحاصصة والفساد والاستزلام، وأمراؤه أتباع لأوصيائهم في الخارج، بينما مشروعنا نحن، هو تحرير لبنان من التبعية والوصاية الخارجية". وتابع "نظامهم هو نظام السيطرة الطبقية على السلطة والمجتمع، وتحويل اللبنانيين إلى رعايا محكومين بالعصبيات الطائفية ومشاعر القلق والخوف والإحباط، بينما مشروعنا هو تحريرهم من معتقلات هذا النظام ليكونوا مواطنين أحراراً".
وأشار غريب إلى أن "نظامهم فتت الدولة وأقام دويلات ومزارع لصيادي الريع وسماسرة السلطة وأمراء الطوائف، وأما مشروعنا فهو بناء الدولة الديمقراطية العلمانية والمدنية المنحازة لحقوق الناس، وفي مقدمتها حقوق العمال والشباب والنساء وكل الموظفين وأصحاب الدخل المحدود. مقاومة بعضهم قائمة على التمسك بالنظام الطائفي والاصطفاف والفساد السلطوي وتغطيتها وحدة للطائفة.. أما مشروعنا نحن فمقاومة وطنية لبنانية للتحرير والتغيير".
وفي احتفال أقيم للمناسبة ذاتها، قال رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر إن "أول مهمة ينتظرها العمال هي تصحيح الأجور، وهذا يجب أن يتم بعد الانتخابات النيابية، لكي ننصف مليون عامل في القطاع الخاص". وحذر الأسمر من أن "العمالة الأجنبية تستخدم للجوء إلى الصرف التعسفي، ونزولنا على الأرض يحركه تعب العمال وجهودهم".
وأضاف "إننا خائفون لأننا لا نثق بالنموذج الاقتصادي القائم، لذلك ندعو الى دراسة المشاريع من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وندعو المجلس النيابي العتيد إلى عدم تمرير أي مشروع من دون موافقة المجلس الاقتصادي والاجتماعي".
وتابع "يجب أن نبدأ بالإصلاح ومكافحة الفساد وتولية الرجل المناسب في المكان المناسب". وأشار إلى أنّ "برامج المرشحين ليست سياسية أو اجتماعية بل صراعات طائفية أو مذهبية تؤسس لخراب الاقتصاد".
وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون قال، في رسالة موجهة إلى العمال عشية عيدهم، إن هذه المناسبة هي "فرصة لتوجيه كلمة تقدير لهذه الشريحة التي تسهم بجدارة في إدارة عجلة الاقتصاد والإنتاج في مجتمعنا، برغم كل الصعوبات التي تواجهها، وعلى رأسها خطر البطالة المتفشية في لبنان بصورة لم نشهد لها مثيلا في السابق".
وذكّر عون كل عامل، وموظف، وحرفي، في القطاعين العام والخاص، بأن كل عمل يقومون به هو "في خدمة مجتمعهم وعائلاتهم، وتقتضي الأمانة، بأن يكونوا على الدوام مثال النزاهة والإخلاص في ما يؤدونه وينجزونه، لأنهم بذلك يسهمون في نشر الشفافية، وتمتين الأسس الأخلاقية التي تجعل من وطنهم دولة حديثة ومزدهرة".
وأكد عون أنه "لن يدخر جهدا لتعزيز أوضاع العمال والحفاظ على حقوقهم وحمايتهم من منافسة اليد الأجنبية، التي باتت تؤثر بشكل سلبي على أمانهم الاجتماعي الذي يعتبر خطا احمر بالنسبة اليهم"، داعياً إلى "الأقبال على كل مجالات العمل وبخاصة منها الحرفية التي تزخر بالكثير من الإمكانات والفرص التي لا يجب أن تضيع على اللبنانيين، فيستفيد منها سواهم".
وأشار عون إلى "حرصه على دعم تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد منتج بدلا من أن يظل ريعياً، وتعزيز الإنماء المتوازن لخلق المزيد من فرص العمل، وخصوصا للشباب".