وأعقب وصول سيارات الإسعاف وصول حافلة من بلدتي كفريا والفوعة، أقلت 23 شخصا، أربع حالات مرضية و19 مرافقا، دخلت من المعبر باتجاه مدينة حلب بالتزامن مع خروج حافلتين للمسلحين إلى مدينة إدلب.
ومع حلول الساعة العاشرة والنصف صباحا، وصلت الحافلة التي تنقل الأهالي الذين كانت اختطفتهم التنظيمات المسلحة من قرية اشتبرق التابعة لجسر الشغور في ريف إدلب، قبل نحو 3 سنوات، وحملت الحافلة على متنها 42 شخصا جميعهم من النساء والأطفال والعجائز، حيث أشار مصدر ميداني لـ سبوتنيك، أن هذا العدد هو الدفعة الأولى من المختطفين الذين من كان مقرراً وصولهم على دفعتين، وأفاد المصدر بأن عدد المختطفين المتبقين لدى المجموعات المسلحة والذين سيخرجون في الدفعة الثانية يبلغ نحو 45 شخصاً.
وانتهت مجريات اليوم الثاني مع عملية تبادل حافلة المختطفين بحافلتي المسلحين الذين توجهوا مباشرة إلى ريف إدلب، وسط تنظيم لافت في معبر العيس من قبل مختلف القوى الأمنية والشرطية السورية، وخاصة على صعيد عمليات التبادل التي تمت وفق خطوات مدروسة.
في سياق متصل، أكد مصدر أهلي من بلدة كفريا بريف إدلب، بأن أهالي بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين منذ 3 سنوات من قبل المجموعات المسلحة، ما زالوا رافضين للخروج من البلدتين في ظل الظروف الحالية، مشيرا إلى أن الأهالي يعتبرون أنفسهم خارج الاتفاق ما لم تنفذ الشروط التي وضعوها لخروجهم.
وبين المصدر أن أهم الشروط التي وضعها الأهالي تتمحور حول خروجهم دفعة واحدة من البلدتين بدلا من الخروج على دفعات، إلى جانب تقديم ضمانات أكيدة لسلامتهم على الطريق ووصولهم الآمن إلى مدينة حلب، وإطلاق سراح الأهالي الذي كانت اختطفتهم المجموعات المسلحة قبل نحو عام من منطقة الرشدين، إضافة إلى إدخال وحدات صحية مستعجلة إلى البلدتين في ظل انعدام العناية الصحية والطبية فيهما.
كما أشار المصدر إلى أن عدد الأهالي المحاصرين في البلدتين يبلغ نحو 8 آلاف شخصا بينهم 3 آلاف مقاتلا، مؤكداً أن الأهالي وضعوا هذه الشروط لخروجهم، خوفا من أن تتكرر المأساة التي حدثت خلال الاتفاق الفائت قبل نحو عام، حين فجر انتحاري سيارته المفخخة قرب الحافلات التي كانت تقل أهالي كفريا والفوعة إلى حلب، وراح ضحيتها آنذاك ما يزيد عن 125 شخصاً من أهالي البلدتين.