تستمر الولايات المتحدة بالتصعيد ضد إيران وروسيا وسوريا، إن كان من خلال العقوبات الاقتصادية أو الاعتداءات العسكرية على الأراضي السورية، أو الاتهامات باستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى اتهام بريطانيا لروسيا بتسميم الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبال، حتى وصل الأمر لأن تهدد الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، فيما دخل رئيس الوزراء الاسرائيلي على خط التصعيد، حيث قدم للولايات المتحدة أكداسا من الورق والمطبوعات مدعيا أنها تحتوي على معلومات سرية حول سعي إيران للحصول على السلاح النووي.
فيما كشف مسؤولون في البيت الأبيض ومصادر مطلعة على المناقشات داخل الإدارة الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب، اتخذ تقريبا قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وصرح مسؤول ثان في البيت الأبيض، بأن كبار المساعدين لا يسعون بقوة للحديث عن انسحاب ترامب من الاتفاق لأنه يبدو أنه عاقد العزم على ذلك.
حول هدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خروجه من الاتفاق النووي مع إيران قال المحلل السياسي الإيراني محمد غروي لإذاعة "سبوتنيك": كل الخطوات الأمريكية تأتي من ضمن الضغوط الدولية والأمريكية لتغيير ما في الاتفاق النووي، ولا شك أن كل هذه الضغوط الأمريكية لها ثلاثة أهداف، أولا: أن يتم إلحاق هذا الاتفاق بملحقية وهي تخص الصواريخ البالستية، وكان ترامب دائما يقول إن هذا الاتفاق النووي فاشل وخاسر، لأنه لا يتضمن موضوع الصواريخ الباليستية الإيرانية، وكلنا يعرف أن إيران رفضت أن يكون موضوع الصواريخ الإيرانية ضمن الاتفاق النووي، أي أنهم يريدون إلزام إيران بهذا بإدخال الصواريخ في الاتفاق النووي.
ثانيا: الولايات المتحدة تتحدث عن أن التفتيش للمنشآت الإيرانية غير مجدي وغير مقنع، لذلك تريد الولايات المتحدة أن تطور نظام تفتيش جديد، ويكون من بين المفتيشين بعض الخبراء الامريكيين لكي يدخلوا إلى هذه المنشآت ويكسبوا مزيدا من المعلومات عن البرنامج النووي الإيراني.
ثالثا: يريد الأمريكي أن يقول إن الإيرانيين وضعوا حدا زمنيا لهذا الاتفاق، وهذا يعني أن مدة الاتفاق تنتهي عام 2025، وبعدها يستطيع الإيراني أن يعود إلى نشاطه النووي، والأمريكي يقول إن هذا التاريخ هو قصير، ويجب أن يكون هذا الاتفاق إلى لا نهاية، بمعنى ألا يستطيع الإيراني إعادة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20%.
ويتابع محمد غروي، إن ترامب يسعى إلى إطالة الأزمات من خلال تصريحاته وسياسته الضبابية في هذه المنطقة لعدة أسباب: لكي يحول أنظار العالم عن المشاكل الداخلية في الولايات المتحدة، ويحولها إلى إيران، ويقول إن إيران هي البعبع في المنطقة، أيضا لكي ينسى العالم الموضوع الفلسطيني والاسرائيلي والغطرسة السعودية في اليمن.
وعن الرد الإيران فيما إذا خرجت الأمريكي من الاتفاق النووي، يقول محمد غروي:
رغم مرور 15 شهرا على الاتفاق النووي، لم تحصل إيران على مكاسب جدية من هذا الاتفاق، وهناك أحزاب وجهات في إيران ترفض هذا الاتفاق جملة وتفصيلا منذ اللحظة الأولى، لكن لو خرج الأميريكي من هذا الاتفاق، فهناك عدة احتمالات: الاحتمال الأول أن تبقى إيران مع الشركاء الأوروبيين والصين وروسيا في هذا الاتفاق، ولو أن الأميريكي انسحب من الاتفاق فستبقى مشكل إقليمية عالقة، لأن الأمريكي هو أكثر حاجة لإيران لكي تدخل إيران في مفاوضات لحل مشاكل المنطقة.
الاحتمال الثاني: يمكن أن يخرج الإيراني من هذا الاتفاق، هذا ما لا يريده الأوروبي ولا الروسي والصيني.
الاحتمال الثالث: أن تخرج إيران من الاتفاق النووي وتعيد نشاطها النووي كما في السابق، وهذا ما صرح به المسؤولون الإيرانيون، لأن إيران تستطيع خلال عشرة أيام أن تكون كما كانت قبل الاتفاق النووي، وبالتالي سيشكل ذلك أزمة بالنسبة للرأي العام الدولي.
الاحتمال الرابع: خروج إيران من NTB ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺣﻈﺮ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ مع المجتمع الدولي وهذا حق لإيران لأنه غير ملزم، فلذلك لدى إيران أوراق كثيرة كي تلعبها في حال خروج الأمريكي من هذاالاتفاق، والأمريكي يفكر مليا وليس هو الذي يتخذ القرارات النهائية، وسنرى قرار إيران في الرد على هذا الموضوع فيما إذا اتخذ ترامب قراره بالانسحاب.
وعن سؤال فيما إذا سنشهد حربا ساخنة بعد التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا وإيران أردف محمد غروي قائلا: إن الإسرائيلي يجس نبض الإيراني، ولم يعد يتحمل خسارات مجموعاته الإرهابية في سوريا، وأستبعد أن يدخل الإيراني في حرب مباشرة مع الإسرائيلي، وأيضا الإسرائيلي ليس جاهزا لهذه الحرب، لذلك كلما يحصل تأتي من ضمن الضغوط الدولية على إيران، كي يجبروا الإيران حتى يتنازل في الموضوع النووي وفي مواضيع أخرى أيضا.
وقال دبلوماسيون إنه إذا قرر ترامب عدم تمديد رفع العقوبات عن إيران فسوف يؤدي ذلك إلى انهيار الاتفاق، وقد يثير رد فعل عنيفا من قبل إيران، التي قد تستأنف برنامجها النووي أو "تعاقب" حلفاء أمريكا في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
جدير بالذكر أن روسيا والصين ترفضان رفضا قاطعا إلغاء أو تعديل الاتفاق النووي مع إيران.
وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة نووية وتتهم إسرائيل بإثارة شكوك عالمية ضدها.
إعداد وتقديم: نزار بوش