ولكن يتزامن اليوم مع طرح ميليه لـ"رائعته" الفنية، "The Conquest of The Pole"، وهو فيلم صامت أصدره للجمهور في عام 1912.
واختار "غوغل" الاحتفال بتحفة جورج ميليه، والذي كان شهيرا بـ "أبو المؤثرات البصرية"، مع طرحه لأول "دودل" خاصة به ينتمي لـ "الواقع الاقتراضي" بـ 360 درجة.
عندما كان ميليه يبلغ من العمر 10 سنوات، صمم مجموعات من الورق المقوى، من أجل تقديم عروضه المتحركة، التي كان يؤديها بحماس أمام الجمهور، وبعد عام أصبح شغوفا بالمسرح، عقب مشاهدته لعرض للساحر روبرت هودن.
وعمل جورج ميليه في البداية في متجر للأحذية، بعد الاستفادة من اتصالات والده، وبعد ذلك في متجر ملابس في شارع ريجنتس، وفي الأمسيات، كان يزور العديد من المسارح في لندن، ولا سيما عروض الخيال البصرية من تقديم ماسكلين وكوك في القاعة المصرية في شارك بيكاديللي.
وعلى الرغم من رغبته في تحقيق أحلامه السحرية عند عودته إلى فرنسا، اضطر ميليه للانضمام إلى تجارة الأحذية الخاصة بعائلته، بينما واصل مساعيه من خلال حضور الدروس التي قدمها إميل فويسن، الذي امتلك متجرا ساحر في رو فيل دو تمبل.
وعرض ميليه مهاراته أمام عائلته، وبعد ذلك في مسرح صغير يقدم عروضا مسرحية وأوبرا كوميدية.
روبرت هودن
في عام 1888، تقاعد لويس ميليه، والد جورج ميليه، وسلم الأعمال إلى أبنائه، وباع ميليه حصته في الشركة إلى إخوته.
وبفضل الأموال التي تلقاها، اشترى ميليه مسرح روبرت هودين من أرملته، مقابل 40 ألف فرنك.
وقام ميليه بتجديد المسرح، وفتح أبوابه للجمهور في خريف عام 1888 بإنتاج يدعى "La Stroubaika Persane"، وفي عام 1896، أسس ميليه شركة "ستار فلمز".
الوهم والواقع
وكرس جورج ميليه حياته لصنع الأفلام، وأخرج أكثر من 400 فيلما، يتراوح طولها بين دقيقة و40 دقيقة.
وكان فيلمه الأول مدته دقيقة واحدة بعنوان "Une Partie de Cartes"، والذي يصور ميليه وهو يلعب الورق في الحديقة مع شقيقه جاستون. أيضا من أفلامه الشهيرة "قبر كليوباترا"، و"المشي على الماء"، و"الرحلة عبر المستحيل"، و"هاملت".
واكتشف ميليه حيل الكاميرا، مثل توقف الحركة، والحركة البطيئة، والتلاشي، والتعرض المزدوج.
"رحلة إلى القمر"
وفي عام 1902، أنتج جورج ميليه فيلمه "رحلة إلى القمر"، والذي يظل أحد أشهر أعماله، واستند على رواية جول فيرن، من الأرض إلى القمر.
وقال ميليه إن "الفيلم تكلف إنتاجه نحو عشرة آلاف فرانك، وهو مبلغ كبير نسبيا في ذلك الوقت، ويرجع ذلك أساسا إلى الآلات المعنية وأزياء الكرتون والأقمشة المستخدمة لسكان القمر"، وحقق الفيلم نجاحا هائلا في فرنسا وحول العالم.
وفي عام 1912، أنتج جورج ميليه فيلمه الأكثر شهرة، "The Conquest of the Pole"، المستوحى من رحلة روبرت بيري إلى القطب الشمالي.
وفي عام 1923، تم هدم مسرح روبرت هودن لإعادة بناء شارع هوسمان، كذلك استحوذت "باثي"، أكبر شركة إنتاج أفلام في العالم في ذلك الوقت، على شركة "ستار فيلمز" واستوديو "مونتريول".
وفي حالة غضب، أحرق جورج ميليه كل نيغاتيف أفلامه التي كان خزنها في استوديو مونروي، ونتيجة لذلك، فإن العديد من أفلامه غير موجودة اليوم، ومع ذلك، تم الحفاظ على أكثر من 200 من أفلامه، وهي متوفرة على أقراص "دي في دي" منذ ديسمبر/ كانون الأول 2011.
واختفى ميليه من الحياة العامة، وبحلول أواخر عام 1937 ، أصبح مريضا جدا، وتم إدخاله إلى مستشفى ليوبولد بلان في باريس.
وفي 21 يناير 1938 ، توفي جورج ميليه عن عمر ناهز 76 عاما.