وكان قرار رفع الحظر عن قيادة السيارات، الذي أعلن عنه قبل سبعة أشهر، أحد أبرز الخطوات التي قام بها ولي العهد الشاب والطموح، محمد بن سلمان، في الوقت الذي يمضي فيه قدما في عملية تحديث المملكة، بحسب صحيفة The washington Post الأمريكية.
الدراجة النارية… مرحلة ما بعد السيارة
مع حلول الليل في حلبة رياضة السيارات المهجورة على مشارف العاصمة السعودية، تقود حنان عبد الرحمن بين المخاريط المرورية على دراجة نارية سوداء.
ويعد ذلك خطوة تاريخية، كما تقول الناشطات السعوديات، لكنهن يشرن إلى أن السعودية لا تزال واحدة من أكثر الدول تقييدا للنساء في العالم، إذ أنه لا يمكن للمرأة الزواج أو السفر دون إذن من قريب ذكر، بموجب نظام يعرف باسم "الوصاية"، على سبيل المثال.
وليس لدى حنان، 31 عاما، التي ترتدي سترة باللون الأصفر، سوى كلمة واحدة لما تشعر به: وهي "الحرية".
ويعتبر المشهد جديدا بالنسبة للمملكة العربية السعودية المحافظة، حيث سيسمح للنساء في يونيو/ حزيران، بقيادة السيارات.
تقول حنان عن تجربة قيادة الدراجات النارية: "يظن أصدقائي أنني مجنونة".
تأثير الربيع العربي
تقول هتون الفاسي، أستاذة تاريخ المرأة في مدينة الرياض، التي نظمت حملة من أجل الحق في القيادة، إن احتفالاتها برفع الحظر تلاشت. وقالت: "بعد ساعات قليلة من هذا الحدث البهيج، تلقيت مكالمة تطلب مني عدم الظهور في أية مقابلات أو قول أي شيء على وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضافت أن نساء أخريات تلقين اتصالات مماثلة مما وصفتهم بأنهم مسؤولون في الأمن.
ولطالما كان طريق النضال أمام النساء السعوديات طويلا. فحتى عام 1990، لم يكن من غير القانوني من الناحية الفنية بالنسبة للسيدات قيادة السيارات في السعودية، ولكن كان هناك قانون غير مكتوب بأنه لا ينبغي لهن القيام بذلك.
وفي عام 2011، عندما كانت المنطقة في خضم الربيع العربي، بدأت حملة Women2Drive في الظهور مع نشر النساء صورا لهن على وسائل التواصل الاجتماعي ولقطات فيديو لقيادة السيارات. واستؤنفت هذه الجهود عام 2013، وفي العام التالي، تم احتجاز الناشطة السعودية لجين الهذلول لأكثر من شهرين بعد محاولتها قيادة السيارة.
الإصلاح السلطوي
أشارات القيادة السعودية منذ فترة طويلة إلى أنها لا تستطيع إجراء إصلاحات بسبب تأثير الشخصيات الدينية المحافظة.
إذ يقف رجال الدين، الذين حذر بعضهم من أن القيادة قد تقود النساء إلى ارتكاب أفعال خاطئة أو حتى يمكن أن تضر بخصوبتهن، الآن صامتين. وقد تم إيقاف أحد رجال الدين الذين انتقدوا رفع الحظر فوراً من الوعظ بعد قوله إن النساء يجب ألا يقدن السيارة لأنهن يمتلكن نصف عقل فقط، وربع بعد التسوق.
لكن الناشطين يشتكون من أن إصلاحات الأمير قد تقترب من التقييد على المثقفين والناشطين.
وقالت هالة الدوسري، زميلة في معهد رادكليف بجامعة هارفارد، وناشطة في مجال حقوق المرأة في السعودية:
إنهم يعاقبون أولئك الذين دعوا إلى هذا حتى لا يكون هناك مجتمع مزدهر يضغط من أجل التغيير". وتساءلت عن سبب بقاء النشطاء، الذين يبدو أن أهدافهم تتلاقى مع أهداف قيادة البلد، في السجن. وقالت إن االسعودية مهتمة فقط بإصلاح "من أعلى إلى أسفل".