رحلت، أول من أمس الخميس 3 مايو/ أيار، الفنانة جمالات شيحة التي أطلق عليها لقب "عميدة الفن الشعبي"، وهي ابنة محافظة الشرقية.
شبت وشابت المطربة الراحلة وهي تحمل بداخلها مفردات الأغنية الشعبية وملامح التراث المصري الذي كان حاضرا في كل أغانيها.
وتعتبر شيحة واحدة من القلائل التي وهبت الصوت الجميل وخفة الظل، وعاشت بين البسطاء، وغنت كلماتهم وعبرت عما بداخلهم بمفردات شعبية تراثية.
ورثت حب الغناء الشعبي عن أبيها، الذي أصر على تحفيظها أغاني التراث المصري القديم منذ صغرها. وسمعها الراحل زكريا الحجاوي أحد أهم مكتشفي كنوز التراث أثناء وجودها في القاهرة، وكانت بداية ارتباطها بالوسط الثقافي.
وتم تعيينها في مسرح القلعة التابع لوزارة الثقافة المصرية، وأسست فرقة للغناء الشعبي عام 1961 مع زكريا الحجاوي. إلى أن انتقلت بعد ذلك لمرحلة هامة في أواخر التسعينيات حين التقت مع مؤسس فرقة شرقيات الموسيقار فتحي سلامة، وأقامت جمالات شيحة مع فتحي سلامة 33 حفلا في الولايات المتحدة واليابان وغيرها من دول العالم.
ضمن الأغاني التي أثرت بشكل كبير على جمالات مع الموسيقي فتحي سلامة أغنية "رسيني" وهي أغنية كانت تعبر عن أم فقدت ابنها، إذ تشابهت الأغنية كثير معها لأنها فقدت ابنها في المراحل الأولى من عمره بعد غرقه في ترعة التوفيقية".
وتقول الأغنية "يا ساقية عذاب، فين اللي راح فين اللي غاب، قوليلي راحوا فين، واشكي الفراق لمين وأروح لمين، إيه اللي باقي من بعد اللي راح، غير الجراح، انده عليك يا حبيبي ولا أنت داري بي في بعدك".
ومن أبرز ما غنت شيحة "علي ورق الفل" و "يا عزيزة" و "يا حلو ليه غيرت رأيك" و"جمع مؤنث سالم" و "اتدلع يا حلو"، و"أنا شرقاوية يا ولا".
ولدت شيحة عام 1933 بقرية كوم حلين بمحافظة الشرقية وسط 10 أشقاء، وكان والدها محبا للفن ويغني الموال الشعبي ما ساهم في حبها له وانتقالها للقاهرة فيما بعد للغناء.