الاستراتيجية العسكرية الجديدة للجيش السوري بعد أن حرر معظم المناطق الحساسة تشير إلى تحضيرات للتوجه نحو مدينة إدلب في ظل غياب أي اتفاق محدد مع الجانب التركي عبر الوسيط الروسي لمنع وقوع أي مواجهة مباشرة بين الطرفين، الإحداثيات الحالية تدل على أن الجيش السوري وحلفائه وضعوا خطاً بيانياً جديداً لمسار هذه العمليات بما يخدم تنظيف ما تبقى من المناطق من المجموعات الإرهابية مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التعامل في الوقت القريب مع كل من جبهتي الشمال والجنوب السوري التي تتواجد فيهما قوات إقليمية وأجنبية غربية محتلة بشكل مخالف للقانون الدولي ويعطي الدولة السورية التعامل معها بالطريقة التي تتطابق مع دستور البلاد وحقها في سيادتها على أرضها وطرد أي قوات أجنبية تحط عليها وهذا بطبيعة الحال لا يتخالف مع القوانين الدولية التي تحفظ لأي دولة مثل هذا الحق.
فهل دقت ساعة الصفر لوضع حد لهذه الاعتداءات وإلى أي حد في واقع الأمر تستطيع الدولة السورية القيام بذلك ؟
الخط البياني للتحرك العسكري الاستراتيجي للجيش العربي السوري على الجغرافيا السورية ؟
ماهي المناطق التي يعد التعامل معها أولوية ميدانية ولا يمكن إجراء أي تسوية فيها ؟
التسويات في اليرموك وكفريا والفوعة وفي كل من ريفي حمص الشمالي وحماه الجنوبي إلى أي حد يمكن اعتبارها ناجحة ومدى تأثيرها على الوضع الميداني العام في البلاد ؟
بأي مقياس تقاس هذه النجاحات التي يحققها الجيش العربي السوري من الناحية الاستراتيجية العسكرية وإلى أي حد تدعم الموقف التفاوضي السياسي للدولة السورية ؟
هل يمكننا فعلاً أن ننتظر تعاملاً عسكرياً ميدانياً على جبهتي الشمال والجنوب وماهي المرتكزات التي يمكن الاستناد عليها في ضمان تحقيق الانتصار فيها سواء أكان انتصارا كلياً أو جزئياً ؟
"تحية في هذا العيد الذي تنبت فيه أزهار النصر في سوريا بفضل دماء الشهداء، الدولة السورية في الفترة الماضية لم يكن باستطاعتها وضع خطط استراتيجية قادمة لأن الجسد السوري كان ينهشه الإرهابيين، ولكن بعد تجميع القوى بفضل الله وهذا الجيش وبفضل الحلفاء الروس والإيرانيين و"حزب الله" يتم حالياً وضع خطط لتنظيف الأرض السورية من هذه القاذورات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية بحقدها الأعمى الذي لامثيل له على وجه الأرض، نستذكر اليوم في عيد الشهداء أن جمال باشا السفاح في عامي 1915 و1916 قد أعدم بعض القادة في لبنان وسوريا، والآن في سوريا مئات الآلاف من جمال باشا السفاح من الإرهابيين. والحمد لله استطاع الجيش السوري التعامل مع هؤلاء الإرهابيين مؤخراً في اليرموك كفريا والفوعة ومحيط دمشق وفي المنطقة الوسطى في حمص وحماه ولن تقم لهم قائمة بعد الآن".
"كما تعلمون عند تحرير دوما تبقى منطقة اليرموك التي يقيم فيها الأخوة من فلسطين ودخل عليها هؤلاء الإرهابيين وللأسف قسم منهم من اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في هذه المنطقة، هذه المنطقة ليست بحاجة الى حديث سياسي قادم لأنها بحكم الساقطة، وقد يحدث تفجير هنا أو قذيفة هناك لكن موضوعها قد انتهى بإذن الله، وهناك تحضيرات لوجستية جارية بالتعاون مع الحلفاء لخروج الإرهابيين من تلك المنطقة وإعلان منطقة ريف دمشق منطقة آمنة بالكامل ويعود اليها الأهالي في وقت لاحق بعد عودة الخدمات، ومنطقة الحجر الأسود وما حولها من اليرموك ببيلا وبيت سحم وغيرها من المناطق هي عند الدولة السورية والحلفاء باتت بحكم المنتهية، وإذا ما استمر الإرهابيون بأفعالهم وتخريبهم وتعنتهم سيتم دفنهم في المنطقة أو ليخرجوا إلى جرابلس كغيرهم".
وأردف الدكتور شبول
"على جبهة الجنوب في منطقة درعا في الوقت الحالي لن يكون هناك أي مواجهة أو إعلان حرب مع إسرائيل لأنه توجد مجموعات إرهابية مسلحة لا يؤمن جانبها في الداخل السوري لابد من التخلص منها، ولكن في حقيقة الأمر لا يمكن العودة إلى ما كان عليه الوضع في سوريا قبل الأحداث والسكوت عن الاعتداءات الإسرائيلية وغيرها، وأنا أوكد لك على مسؤوليتي الشخصية بأنه يجب أن يكون هناك استراتيجية جديدة للتعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية واستعادة الجولان السوري المحتل لأنه حتى لو انتصرت سوريا في الداخل على هذه المجاميع الإرهابية فإن إسرائيل لن تتوقف عن التدخل والاعتداءات، أما في مدينة إدلب فالإرهابيون يتقاتلون على كل شيء، على المال على السبايا وعلى النساء ، يذبحون بعضهم البعض، وبشكل عام سيكون هناك في المستقبل خططاً استراتيجية للقضاء على العملاء في الداخل وهناك احتمالات قادمة للتعامل مع الأعداء على الحدود السورية سواء أكان على الجبهة الجنوبية أو الجبهة الشمالية".
إعداد وتقديم نواف إبراهيم