تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، اليوم الأربعاء 9 مايو/ أيار، النتائج الأولية للانتخابات البلدية التي انطلقت يوم الأحد الماضي.
وكشف الزرقوني عن أن تعبير القوائم "المستقلة" غير صحيح، مفسرا بأن القوائم التي لا تحمل أسماء الأحزاب المعروفة في تونس، ليست كلها مستقلة من ناحية التأثير الحزبي؛ لأن القانون الانتخابي التونسي لا يسمح بوجود أكثر من قائمة للحزب الواحد في البلدية الواحدة، مما دفع بعض الأحزاب لتسمية قوائمها بأسماء مختلفة.
وشهدت الانتخابات تنافس 2173 قائمة انتخابية، على استقطاب الناخبين الذين بلغ إجمالي عددهم 5.3 مليون ناخب تونسي، وتنافست هذه القوائم على مقاعد المجالس البلدية في 350 بلدية، تمثل أحزاب نداء تونس وحركة النهضة والجبهة الشعبية اليساري ومشروع تونس وحزب التيار الديمقراطي وحراك تونس الإرادة. وسيعلن عن نتائجها في التاسع مايو الجاري طابعها المحلي، على أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية في بداية شهر يونيو المقبل.
وحدد الخبير الانتخابي أسباب تفوق حزب النهضة "الإسلامي" على حزب نداء تونس "الحاكم"، في تدني نسبة المشاركة في الانتخابات، وعزوف الناخبين عن المشاركة، فضلا عن دفع نداء تونس لثمن الحكم، مضيفا أن الناخبين عبروا عن رفضهم لسياسات رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان، بالتصويت لصالح النهضة، رغم وجود الأخير في السلطة أيضا ولكن خلف الكواليس.
وأشار مدير مؤسسة سيجما كونساي لسبر الآراء إلى أن نتائج الانتخابات فرضت على القطب الإسلامي السياسي التونسي المتمثل في "حزب النهضة، والقطب المدني الوطني المتمثل في "حزب نداء تونس" التفكير جيدا في مصير التحالف بينها، خصوصا وأن الاحصائيات على أرض الواقع تؤكد أن المخيم الإصلاح الحداثي الوطني، أكبر من المخيم الإسلامي أو الأيديولوجي، موضحا أن عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات البلدية، قد يكون أحد أسبابه الرئيسية، هو عدم رضا المواطنين عن هذا التحالف.
وتوقع الزرقوني أن يحقق النهضة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، فوزا كاسحا إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن.
وعن مصير القوائم المستقلة التي حصدت غالبية نتائج الانتخابات البلدية، قال الزرقوني إن احتمالية تحالف تلك القوائم وتجانسها في كيان سياسي واحد، وتأثيرها على المشهد السياسي التونسي الحالي ضعيفة جدا، مضيفا أن تلك القوائم في حقيقتها تتبع انتماءات وتوجهات متعددة لا يمكن توحدها.
وعلى الجانب الآخر اعتبرت الصحفية التونسية خولة بن قياس أن تفوق حزب النهضة، يرجع إلى فهمه لأخطائه في فترة ما بعد ثورة 2011 عندما تمسك بالحكم، مضيفة لـ"سبوتنيك" أن حزب النهضة قام بإعادة حساباته ونفذ خطة سياسية على مستوى الجهات، ليربح مناصرين جدد، و هذا ما تجلى في الانتخابات البلدية الأخيرة، من حيث استقطاب وجوه جديدة شجعت الرأي العام، فضلا عن حرصه على تدريب شباب و أشخاص من قواعده على الحكم المحلي واللامركزية.
وشددت بن قياس على أن حزب النهضة هو حزب قوي منظم لديه قواعد كبيرة في كل المحافظات، خرجوا للتصويت لقوائمه، جنبا إلى جنب مع الغاضبين من منهجية الحكم الحالية و الرافضين لسياسات نداء تونس.
ولفتت بن قياس إلى انخفاض شعبية حزب نداء تونس، وتصنيف بعض التونسيين له كـ"حزب رجال ومساندي النظام السابق"، مضيفة أن الانتخابات البلدية في النهاية ترسي لحكم محلي ودعم اللامركزية، ولكنها تعد بروفة سياسية للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، تمهد لسيطرة حزب النهضة "الإسلامي" على مفاصل الدولة خلال الأيام المقبلة.