وغادرت كارلا، وهي ناشطة معروفة في مجال حقوق الإنسان، سوريا مؤخرا متوجهة إلى واشنطن لتُفهم أعضاء البرلمان الأمريكي أن العقوبات التي فرضها الغرب على سوريا لا تلحق ضررا بالحكومة السورية بقدر ما تضر بالمواطنين العاديين الذين يعيشون خلال سبع سنوات في ظل الحرب التي كانت قد أودت بحياة نصف مليون شخص.
وعن معاناة السوريين من العقوبات تقول كارلا إن الأطفال المصابين بالسرطان لا يتلقون العلاج في المستشفيات المحلية بسبب حظر تصدير المواد الكيميائية اللازمة لعلاج مرضى السرطان إلى سوريا.
وعن مزاعم استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية تقول كارلا إن مزاعم استخدام الرئيس السوري للمواد الكيميائية كسلاح في الأماكن التي كان الجيش السوري قد كسب الحرب فيها بواسطة الأسلحة العادية وليس في إنقاذ الأطفال، لا تستوي مع حدود المنطق.
وزارت كارلا سوريا لتصوير فيلم "صوت سوريا". وكم كانت دهشتها عندما اكتشفت أثناء وجودها في مدينة حلب أن المنتسبين إلى منظمة "الخوذ البيضاء" الذين يقولون إن المهمة الملقاة على عاتقهم تتلخص في مساعدة المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة المتمردة، تعايشوا بدون مشكلة مع إرهابيي "النصرة" الذين يغتصبون الفتيات ويقطعون رؤوس الناس. واستقر ذوو الخوذ البيضاء في نفس البنايات التي احتلها هؤلاء المتطرفون، وهي المدارس في الغالب.
والتقت كارلا بالسوريين الذين تطوعوا للانتساب إلى منظمة "الخوذ البيضاء" ليعملوا على إنقاذ المنكوبين ويساعدوا مَن يعاني من الصراع الدائر في سوريا وفقا لما قاله العديد منهم. ولكنهم أدركوا بعدما انضموا إلى ذوي الخوذ البيضاء أنهم يقدمون بعض ما في حوزتهم من مساعدات إلى المجموعات المسلحة التي تنسب نفسها إلى المعارضة المعتدلة.
وقال مَن التقتهم كارلا في شوارع مدينة حلب إن ذوي الخوذ البيضاء لا ينقذون الناس ويرفضون تقديم الخدمات إلى الأطفال في المستشفيات وإنهم تعاملوا مع المنتسبين إلى "النصرة" أثناء معركة حلب.
وتقول كارلا التي نقلت ما لديها من معلومات إلى واشنطن إن الدول التي تدعي أنها تحرص على حفظ السلام يجب أن تعرف مَن قام بتصوير الفيديو عن الهجمات الكيميائية المفترضة لكي تكف عن ترويج المعلومات الكاذبة التي تستغلها الدول الداعمة للمجموعات المسلحة لمواصلة قصف البلد الذي يتصدى للإرهاب.
وتنبِّه كارلا إلى أن الأسلحة التي يقدمها الغرب إلى المجموعات المسلحة "المعتدلة" تصل في النهاية إلى المتطرفين.
وتشير كارلا إلى أن السبيل الوحيد لوقف الحرب في سوريا هو الاستماع إلى السوريين وليس ممثلي الدول الأجنبية الذين يطالبون بالمزيد من التدخل.
وترى كارلا لزاماً عليها أن تنشر ما يقوله السوريون وتساعد هذا الشعب الذي "لا يختلف أطفاله عن أطفالنا" على التخلص من الإرهاب وإعادة السلام إلى بلاده.
وتختتم كارلا حديثها قائلة:
علينا أن ننظر إلى المرآة ونسأل أنفسنا هل نريد أن نكون كمَن يمكنه أن يحدِّث أحفاده عن إسهامه في صون السلام أم نلتزم الصمت ونقف موقف المتفرج اللامبالي.