تبدأ اليوم الجولة التاسعة من محادثات أستانا، بمشاركة جميع الأطراف حسب تصريحات وزارة الخارجية الكازاخية، هذه المنصة التي استطاعت فيها روسيا التقريب بين الطرفين التركي والإيراني كطرفي ضمان، وحققت منصة أستانا الكثير من المتغيرات على المستوى الميداني وأهممها تخفيف العنف وتخفيف التصعيد في مناطق كثيرة أهمها مناطق خفض التصعيد التي لابد من إعادة النظر في ما وصلت إليه بعد العمليات الحربية التي قام بها الجيش العربي السوري وحلفاؤه راداً على ماقامت به المجموعات الإرهابية من خروق للاتفاقات وما حاولت القيام به الولايات المتحدة وحلفاؤها لاستخدام مناطق خفض التصعيد كمناطق إعادة انتشار لجيوشها البديلة وبيع السلاح وغيرها الكثير واستخدمت لأجل تحقيق ذلك جميع أنواع الاستفزاز بدءاً من العامل الإنساني وصولاً إلى السلاح الكيميائي.
من المعروف أن لقاء أستانا 8 كان قد نتج عنه تشكيل لجنة المخطوفين والمعتقلين ولجنة إزالة الألغام، كما تم خلاله تحديد موعد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الذي عقد في 29 — 30 كانون الثاني/يناير 2018 ، بمشاركة واسعة من أطياف الشعب السوري، والذي كانت أبرز مخرجاته الإتفاق على تأسيس لجنة دستورية ترعاها الأمم المتحدة .
ما هو المنتظر من هذه الجولة ؟
إلى أي حد يمكن أن تكون مكملة لمخرجات مؤتمر سوتشي ومصدر لإحياء جنيف الذي بات في مرحلة الموت السريري حسب الخبراء؟
كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع هذه الجولة من حيث التوجه والتمثيل على مستوى المسؤولين الرسميين ؟
القيمة التي السياسية التي يمكن أن تقدمها هذه الجولة لجهة المسار السياسي انطلاقا من الأوضاع السائدة حالياً في الميدان ؟
التقديرات الملقاة على عاتق هذه الجولة كيف تتم عملية حسابها وعلى أي أساس ؟
عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الإجتماعي عضو وفد المحادثات الى جنيف وسوتشي الأستاذ طارق الأحمد يقول:
"حقيقة ،بخصوص المنتظر من هذه الجولة من قبل الأطراف المشاركة ، يعتمد على مسببات كل طرف لأن يكون مهتما بهذه الجولة ، نحن على الصعيد السوري نعتبر أن مباحثات أستانا كانت ذات فائدة لسورية والجيش السوري خاصة لجهة إتاحة الفرصة لحلفائنا وبالتحديد الروس والإيرانيين لكي يضبطوا الإيقاع العسكري للأتراك بشكل رئيسي كونهم ضامنين أيضا ، بالإضافة الى أنهم إيستطاعوا تحقيق معادلات عسكرية أتاحت للجيش السوري تحقيق إنجازات في مختلف المناطق والمجالات ، والجيش السوري إستطاع أن ينظف مناطق كثيرة من الأرهاب وآخرها الغوطة ، وسنحتفل إن شاء الله قريباً بخلوا محيط العاصمة السورية من الإرهاب، هذا يعني أن هناك إنتقال للجيش السوري ، وأعتقد أن الجيهة الجنوبية القنيطرة درعا والسويداء ستكون وجهته ، وهنا بصراحة عقدة المسالة التي أتوقع أن تبحثها أستانا بشكل دقيق ".
ورأي الأحمد أن
وأردف الأحمد
"هناك مسالتان أساسيتان للبحث في أستانا ، أولاً يجب أن يعود الجيش السوري إلى الجنوب، والمدة الزمنية لمنطقة خفض التصعيد قد إنتهت لأنه كان لها سقفاً زمنياً أظنه إنتهى ، وبالتالي لابد من إيجاد صيغة لعودة الجيش السوري إلى المنطقة الجنوبية وعودة الدولة إلى هذه المنطقة وفتح معبر نصيب وفرض سلطتها وسيادتها بشكل كامل ، أما في الشمال يوجد الضامن الأخر وهو التركي فيجب أن يمتثل ، ويجب أن يجد صيغة لإنهاء أي وضع يجعلنا نشك بأنه قد يخذل حلفائه أو من يتعاون معهم ، وهذان الشرطان أساسيان في أستانا ولا أعلم كم يمكن أن يتحقق منهما ، وأما بخصوص ستافان ديمستورا و مشاركته فيشارك لأنه أصبح للأمريكان مصلحة بعد أن شاهدوا قوة الجيش السوري في إستعادة أرضه ، فهم لايردون أن يذهب الجيش السوري إلى إستعادها بشروطه الكاملة ، بمعنى أن الكحل أفضل من العمي كما يقال ، وبالتالي يمكن أن نقول أن مشاركة ديمستورا نوع من الرضى الأمريكي إن لم تكن هناك مشاركة أمريكية مباشرة في هذه الجولة ".
من جانبه الدكتورعادل الذنون عضو الأكاديمية الفلسطينية للإعلام الدولي و المحلل السياسي والأستاذ المحاضر في جامعة "البعث" يقول
"نستطيع القول بأن البيئة السياسية إلى حد ما أصبحت ناضجة ، ونضوج هذه البيئة ناتج عن نجاحات الجيش وتقدمه في الميدان ، ومايتحقق في الميدان يصرف في السياسة ، وأستطيع القول وبإعتقتادي الشخصي أن البيئة السياسية باتت ناضجة إلى حد ما لتطبيق العملية السياسية المتفق عليهتا في جنيف ، وهنا لابد من الفصل بين المؤتمرات الثلاثة ، ولانستطيع أن نقول أن جنيف وأستانا وسوتشي متكاملة مع بعضها البعض ، وأنا هنا أختلف مع الأستاذ طارق إلى حد ما في الرأي بالنسبة لمؤتمري سوتشي وأستانا ، و أقول أنه يجب علينا العودة إلى مؤتمر جنيف لأن مؤتر جنيف هو الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه العملية السياسية ".
ورأى الدكتور الذنون أن
"سوتشي كان له مخرجات على الصعيد الشعبي ، وهو مؤتمر تقني إلى حد ما وليس سياسياً بالمعنى العام وكان تاثيره بسيطاً جداً وسطحياً ، وإنما من يتحدث اليوم عملية سياسية عليه العودة إلى محادثات جنيف ومن يتحدث عن موت جنيف أو أنه أصبح في خبر كان فأنا لا أتفق معه ، ومن الممكن أن المتغيرات والمثيرات الدولية هي من أثرت على جنيف".
وأشار الدكتور الذنون إلى أنه
"أنا برأي بالنسبة لما سيحصل في أستانا، أرى أنه سيتم مناقشة الكثير من الأمور الميدانية والسياسية ومنها ملفا المعتقلين والمخطوفين وملف الحكومة الوطنية ،وهذا ما استقرءناه من خلال المناقشات ومن خلال التسريبات من هنا وهناك ، وستكون هناك مناقشات بما يخص دستور الجمهورية العربية السورية وغيرها من الملفات المتعلقة".
وأضاف الدكتور الذنون
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم