عادة تقدم الكتابات العلمية معلومات عن دراسة بنية وخصائص المركبات المتبلورة بشكل جيد Ln2M2O7 والتي تم الحصول عليها من خلال طريقة دمج المركبات في الحالة الصلبة تحت تأثير درجات حرارة عالية. ويهتم العلماء في هذه الحالة بعملية الانتقال من الحالة غير المتبلورة للمركب إلى الحالة البلورية.
ولكن، وفقا لمؤلفي البحث، فإن هذه التقنية لا تسمح بالحصول على معلومات حول تشكيل وتطور الهياكل النانو بلورية (الحديث يدور عن الحالة ما قبل التبلور — حيث لا تتمتع المادة كلها ببنية بلورية، ولكن فقط جزء منه).
ويوضح البروفسور في قسم فيزياء الأجسام الصلبة وأنظمة النانو الكسي مينوشينكوف قائلاً: "لقد تمكنا لأول مرة من تتبع كامل سير إعادة هيكلة التركيب الذري والإلكتروني المحلي للأكاسيد المعقدة في عملية التطور والتشكل من الحالة غير المتبلورة للبنية النانو بلورية والبلورية. لقد أظهرنا أن الامتصاص الطيفي للأشعة السينية ومطيافية رامان تعتبر حساسة للغاية تجاه إعادة ترتيب الهياكل الإلكترونية والذرية المحلية للأكاسيد المركبة في الاعتماد على نوع عناصر الأرض النادرة وطريقة التحضير".
الجزء المهم من العمل كان في استخدام أساليب فريدة للدراسة باستعمال تراكيب عديدة. وقد استخدم الباحثون في هذه الدراسة، الامتصاص الطيفي للأشعة السينية وحيود الأشعة السينية باستخدام أشعة السنكروترون، ومطيافية رامان والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، والأشعة السينية التي يتم مسحها عن طريق المجهر الإلكتروني مع تحليل التشتت الطاقة، والتحليل الوزني الحراري.
إن الجمع بين هذه الطرق المعقدة والمكلفة أمر ضروري للحصول على معلومات عن إعادة الهيكلة في الكاتيون والبنية الأنيونية للمادة. بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام طرق إضافية لتحليل العينات.
تم إجراء دراسة إعادة بناء التركيبة الذرية والإلكترونية المحلية من خلال طرق الامتصاص الطيفي للأشعة السينية EXAFS وXANES في محطة BM08 (LISA) للمركز الأوروبي للدراسات المتزامنة ESRF (غرونوبل — فرنسا) في إطار مشروع HC-3039 للحصول على زمن بوتشكوف، التي فاز بها فريق مينوشينكوف العلمي على أساس تنافسي.
وبحسب قول العلماء، فإن النتائج هامة سواء من وجهة نظر العلوم الأساسية أو من وجهة نظر الحصول على الخصائص المثلى من الأكاسيد المركبة لمختلف التطبيقات العملية. بالإضافة إلى استخدام مواد جديدة كالمواد الخزفية للأغطية الواقية للحرارة، وقوالب للتخلص من النفايات المشعة وتصميم خلايا وقود الأكسيد الصلبة، يمكن استخدام المواد التي تم الحصول عليها لتصميم المواد التي تمتص النيترونات للمفاعلات النووية.