قذائف المجموعات المسلحة المتمركزة في الأطراف الشمالية والشمالية الغربية من المدينة كالصالات الصناعية بالليرمون وضهرة عبد ربه ومستديرة المالية، ازداد عددها بشكل لافت طيلة الأيام الفائتة، مستهدفةً أحياء شارع النيل والشهباء والخالدية وشارع تشرين والقسم الآمن من حي جمعية الزهراء، بأكثر من 100 قذيفة متنوعة بين قذائف هاون وصواريخ محلية الصنع.
وكثّف مسلحو حلب من وتيرة قصفهم مؤخراً وخاصة خلال يومي السبت والأحد الفائتين، مركزين على قصف الأهداف المدنية على أطراف حي شارع النيل (منطقة السوق المحلية)، كما سقطت إحدى القذائف قرب مشفىً خاصا في الحي ذاته.
الجيش السوري حاول الحدّ من عملية سقوط القذائف وإيقافها عبر ضربات مدفعية وصاروخية مكثفة لم تهدأ وتيرتها منذ بدء المجموعات المسلحة بالتصعيد، واستهدف في مجمل ضرباته تحركات المسلحين على أطراف حي جمعية الزهراء شمال غربي المدينة، إلى جانب ضربات دقيقة نحو مرابض إطلاق الهاون ومنصات الصواريخ التي يستخدمها المسلحون في قصف الأحياء الآمنة.
وشهدت سماء حلب يوم أمس الأحد، عودة الطيران الحربي السوري إلى التحليق في سماء المدينة للمرة الأولى منذ أكثر من عام تقريباً، حيث شنت المقاتلات الجوية السورية على مدار ساعات اليوم الاثنين، غارات مكثفة بالصواريخ الثقيلة التي استهدفت مواقع تجمعات المسلحين على أطراف المدينة وفي ريفها الشمالي، حقق من خلالها إصابات مباشرة بين صفوف المجموعات المسلحة المتشددة.
وعلى مدار ساعات اليوم الاثنين، تواصلت عمليات القصف باتجاه الأحياء ذاتها، حيث أفاد شهود عيان لـ "سبوتنيك" بسقوط أكثر من 5 قذائف صاروخية في حيي شارع النيل والشهباء دون وقوع أضرار بشرية.
وخلال الأسبوع الفائت بشكل عام، قضى أهالي الأحياء المستهدفة لياليهم في الأقبية وعلى أدراج الأبنية السكنية خوفاً من السقوط المتكرر للقذائف، في حين تم رصد مغادرة عدد من العائلات لمنازلهم باتجاه أحياء أكثر أمناً لحين توقف موجة القصف العشوائي الذي يطال أحيائهم.