إننا نُعاود التأكيد على أن القرار الأمريكي باطل ومنعدم ولا أثر قانونياً له، وهو مرفوض دولياً وعربياً…رسمياً وشعبياً…الآن وفي المستقبل…ونناشدد على أن هذا القرار غير المسؤول يُدخل المنطقة في حالة من التوتر، ويُشعر العرب جميعاً بانحياز الطرف الأمريكي بصورة فجة لمواقف دولة الاحتلال، بل إن هذا الموقف الأمريكي على ما يبدو قد شجع إسرائيل على المضي قدماً في ما تقوم به من بطش عشوائي وعنف أعمى وقتل وحشي في حق المدنيين غير عابئة بالقانون أو حتى بأبسط الأعراف الإنسانية التي لا تُبيح قتل المدنيين العزل من السلاح.
وفي نفس الوقت فإننا نُعبر عن التقدير للغالبية الكاسحة من دول العالم التي وقفت في الجانب الصحيح من التاريخ إلى جوار الحق، رافضة الخطوة الأمريكية المجحفة، وضد العنف الإسرائيلي المفرط والغاشم، ونطالب مختلف الدول بالاستمرار في التمسك بمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن التي تعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة، وقضية من قضايا الحل النهائي، ومن ثم يحظر نقل السفارات إليها…وفي هذا الصدد فإننا نُدين ونستنكر ما قامت به جمهورية غواتيمالا بالأمس من نقل سفارتها إلى القدس، ونؤكد أن العلاقات العربية معها، ومع غيرها من الدول التي قد تُقدم على خطوة مماثلة، ينبغي أن تخضع للتدقيق والمراجعة.
إن نقل السفارات إلى القدس عملٌ يضر بالسلام، بل ويُقوض الشرعية الأخلاقية والقانونية للنظام الدولي برمته…وإننا ننتظر من كافة الأصدقاء ومحبي السلام في العالم الدعم في هذه الأوقات الحرجة التي تختبر صلابة الالتزام بالمعايير الأخلاقية وبمبادئ العدالة والإنسانية…ونطالب مختلف الدول بالحفاظ على حالة الإجماع الدولي الرافض للخطوة الأمريكية…كما ندعو المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، إلى العمل في أسرع وقت على توفير الحماية للفلسطينيين ووقف آلة القتل العشوائي التي استباحت دماءهم ظلماً وعدواناً.
إن العرب ينشدون سلاماً دائماً وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية، ولكن دولة الاحتلال، بممارستها العنف والقهر والتنكيل، تأبى إلا أن تذكرنا كل يوم بأن الطريق إلى هذا السلام مسدود، وأن السبيل إلى تلك التسوية مُغلق…لهذا فإن على إسرائيل أن تتحمل المسؤولية أمام العالم كله عن إهدار الفرص في تحقيق السلام، والتشبث بأوهام السيطرة والهيمنة عبر منظومة احتلال عنصري بغيض ينتمي إلى القرن الماضي ولم يعد له مكان في عالمنا…إن الاحتلال إلى زوال، والدولة الفلسطينية المستقلة طال الزمان أو قصر هي المآل.