فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الأربعاء 16 مايو/أيار ، عقوبات على أعضاء من القيادة العليا في "حزب الله" اللبناني، بينهم أمينه العام السيد حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم، إضافة إلى أفراد لهم صلة بالحزب.
وشملت العقوبات 10 أشخاص، 5 منهم أعضاء في مجلس الشورى بحزب الله، وهم حسن نصر الله، ونعيم قاسم، ومحمد يزبك، رئيس الهيئة الشرعية في الحزب، وحسين الخليل، المعاون السياسي لأمين عام الحزب، وإبراهيم أمين السيد، رئيس المجلس السياسي في الحزب.كما طالت العقوبات 5 أفراد على صلة بأنشطة داعمة للحزب.
وقال وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوتشين، في البيان إن "مركز استهداف تمويل الإرهاب" الذي أنشأته دول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة في مايو 2017 ومقره الرياض، "أظهر مجددا أهميته الكبيرة للأمن الدولي من خلال تقويض تأثير إيران وحزب الله" المزعزع للاستقرار في المنطقة".
وأشار البيان إلى أن أعضاء المركز رفضوا من خلال الاستهداف الخليجي الأمريكي الجماعي لمجلس شورى "حزب الله" بالعقوبات "التمييز الاصطناعي بين ما يسمى بالجناح السياسي والتآمر الإرهابي العالمي للحزب
وذكرت الخزانة الأمريكية أن العقوبات ضد "حزب الله" تأتي ضمن مساعي واشنطن لكثيف مكافحة "نشاط إيران الخبيث"، خاصة بعد إيقاف مشاركة الولايات المتحدة في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي مع إيران) وإعادة فرض العقوبات على طهران، بقرار رئاسي الأسبوع الماضي.
وفرضت واشنطن العقوبات على "حزب الله" بالتوازي مع إدراج جميع أعضاء "مركز استهداف تمويل الإرهاب" اليوم الأشخاص العشرة المذكورين من قيادة "حزب الله" في قائمتها للإرهاب.
في أي سياق يأتي الإعلان الأميركي الخليجي بوضع أعضاء مجلس شورى حزب الله وفي مقدمهم السيد حسن نصرالله على لائحة الإرهاب؟
كيف يمكن تفسير دخول أميركا وحلفاءها الخليجيين على خط تأزيم الوضع السياسي في لبنان بالتوازي مع الحراك الداخلي المرتبط بتشكيل الحكومة من خلال اصدار بيان عن وزارة الخزانة الأميركية باسم "مركز استهداف تمويل الارهاب" لا يميز بين الجناحين العسكري والسياسي في الحزب ؟
يقول وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور لبرنامج "نافذة على لبنان" بهذا الصدد، العقوبات الأميركية المفروضة على الأمين العام وقياديين من "حزب الله":
ليس في الأمر الجديد، على اعتبار أن عقوبات سابقة قد فرضت على أشخاص من الحزب، وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة أن تزيد من جرعة هذه العقوبات لتقول:إنها بصدد الإستمرار في هذه الإجراءات،خاصة أنها وحلفاءها في المنطقة قد صنفت سابقا حزب الله على لائحة الإرهاب سواء الجناح العسكري أو السياسي. أتصور أن هذه العقوبات لن تقدم ولا تؤخر على اعتبار أن هؤلاء الأشخاص المستهدفين ليس لهم حسابات في أميركا أو خارج لبنان، والجميع يعلم ذلك، ولذلك أعتقد أن هذه العقوبات تأتي من باب التشديد والإصرار على مواجهة حزب الله ومواجهة حلفائه في المنطقة.
ويتابع منصور قائلا: هذه العقوبات لن تؤثر على الوضع السياسي الداخلي من حيث تشكيل الحكومة ومشاركة الحزب فيها، على اعتبار أنه حقق انجازا كبيرا مع حلفائه من حيث النتائج التي أحرزها بعد الانتخابات النيابية. كما أن مشاركة الحزب وحلفاءه في الحكومة ستستمر بالرغم من كل الظروف المحيطة.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي