مجتمع

"السعادة والخمول والانتباه"… كيف يؤثر الطعام الذي نتناوله على أدمغتنا

يعد الدماغ الجزء الأكثر تعقيدا في الجسم البشري، على الرغم من أنه لا يزن سوى 1300 غم، لكنه يتكون من خلايا عصبية تتحكم في الحركات، والأحاسيس والأفكار ودرجات التركيز والانتباه.
Sputnik

ويعد الدماغ الجزء الأكثر تعقيدا في الجسم البشري، على الرغم من أنه لا يزن سوى 1300 غم، لكنه يتكون من خلايا عصبية تتحكم في الحركات، والأحاسيس والأفكار ودرجات التركيز والانتباه.

ويتآثر الدماغ كباقي أعضاء الجسم سلبا و إيجابا بنوعية الطعام الذي نتناوله، بحسب موقع TED الأمريكي.

نوع الطعام يسبب الفتور والتركيز أيضا

إذا قمنا بامتصاص كل الرطوبة من الدماغ، وقمنا بتقسيمه إلى المحتوى الغذائي الذي يشكله، سيبدو أن معظم وزن الدماغ يتكون في الأساس من الدهون، والمعروفة أيضاً بـ"الليبيدات"، في حين نجد البروتينات والأحماض الأمينية والمغذيات الدقيقة والجلوكوز يشكل باقي مادة الدماغ.

ويعتبر الدماغ، بطبيعة الحال، أكثر من مجرد مجموع الأجزاء الغذائية المكونة له، إذ أن لكل مكون تأثير واضح على العمل، والتطوير والمزاج والطاقة. لذلك فإن الفتور الذي نصاب به بعد الغداء، أو اليقظة في وقت متأخر من الليل التي من الممكن أن نشعر بها، قد تكون ببساطة ناتجة عن آثار الطعام على الدماغ.

من بين الدهون الموجودة في الدماغ الدهون الأمينية "أوميغا 3 و 6". وتأتي هذه الأحماض الدهنية الأساسية، التي تم ربطها بمنع شروط الدماغ التنكسية، من وجباتنا الغذائية. لذلك تناول الأطعمة الغنية بالأوميغا، مثل المكسرات، والبذور والأسماك الدهنية أمر مهم لتجديد وصيانة أغشية الخلايا.

لكن في حين تعتبر الأوميغا دهون مفيدة  للدماغ، فإن استهلاك الدهون الأخرى على المدى الطويل، مثل الدهون غير المشبعة والمشبعة، قد يؤثر على صحة الدماغ.

الغذاء يتحكم أيضا في النوم والمزاج وزيادة الوزن

في الوقت نفسه، تتحكم البروتينات والأحماض الأمينية، وهي المواد الغذائية الحيوية في عملية النمو والتطور، في شعورنا وتصرفنا. وتحتوي الأحماض الأمينية على مركبات طليعية للناقلات العصبية، التي تحمل الإشارات بين الخلايا العصبية، وتؤثر على أشياء مثل المزاج، والنوم والانتباه والوزن.

وذلك هو أحد الأسباب التي قد تجعلك تشعر بالراحة بعد تناول طبق كبير من المعكرونة، أو باليقظة بعد وجبة غنية بالبروتين.

ويمكن للتركيبات المعقدة في الطعام أن تحفز خلايا الدماغ لإفراز هرمون تغيير المزاج النورايبنفرين، والدوبامين والسيروتونين.

لكن الوصول إلى خلايا الدماغ صعب، ويجب على الأحماض الأمينية أن تتنافس لوصول محدود. ويساعد اتباع نظام غذائي بأطعمة متنوعة في الحفاظ على مزيج متوازن من الناقلات العصبية في الدماغ، ويحافظ على مزاجك من الانحراف إلى جهة واحدة.

ومثل باقي الأجهزة في أجسامنا، تستفيد أدمغتنا أيضا من التوريد المنتظم من المغذيات الدقيقة، إذ تقوم المواد المضادة للأكسدة في الفواكه والخضروات بتعزيز الدماغ لمحاربة الجذور الحرة التي تدمر خلايا المخ، لتمكين الدماغ من العمل بشكل جيد لفترة أطول من الزمن.

نقص الفيتامينات يعرضنا لتدهور الحالة العقلية

ودون مغذيات دقيقة قوية، مثل الفيتامينات B6، وB12 وحمض الفوليك، ستكون أدمغتنا عرضة لأمراض الدماغ وتدهور الحالة العقلية.

تعتبر الكميات الضئيلة من الحديد والمعادن والنحاس والزنك والصوديوم مهمة أيضا لصحة الدماغ وبداية التطور المعرفي.

ومن أجل أن يقوم المخ وبكفاءة بتحويل وتوليف هذه العناصر الغذائية القيمة، فإنه يحتاج للوقود، والكثير منه. وفي حين أن الدماغ البشري يشكل فقط نحو 2٪ من وزن الجسم، فإنه يستخدم حوالي 20٪ من موارد طاقته.

ويأتي معظم هذه الطاقة من الكربوهيدرات التي يهضمها جسمنا إلى جلوكوز، أو سكر الدم. وفي الواقع، إن أي تغيير في وظائف الدماغ هو أحد المؤشرات الرئيسية لنقص العناصر الغذائية. وبدورها تأتي الكربوهيدرات في ثلاثة أشكال: النشا والسكر والألياف.

لذلك فإن غذاءاً يحتوي نسبة كبيرة من السكر، مثل الخبز الأبيض، يؤدي إلى إفراز سريع للجلوكوز في الدم، ثم يأتي الانخفاض في نسبة السكر في الدم، وينخفض معها الانتباه والمزاج.

ومن ناحية أخرى، الشوفان والحبوب، والبقوليات لها إفراز أبطأ للجلوكوز، متيحة بذلك مستوى أكثر ثباتاً من الانتباه. لذلك، للحصول على قدرة دماغية مستمرة، فإن اختيار نظام غذائي متنوع من الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية أمرا مهما للغاية.

 

مناقشة