مجتمع

مريان... قصة أم فطرت قوانين الهجرة الأمريكية قلبها على ابنها

تضع الولايات المتحدة الأمريكية قوانين صارمة أمام طالبي اللجوء السياسي خاصة الآباء، إذ تعمد الحكومة الفيدرالية إلى فصل الوالدين عن أبنائهم حتى الحصول على طلب اللجوء.
Sputnik

في هذا الصدد ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية قصة عن لاجئة هندوراسية تدعى "مريان ج." وطفلها البالغ من العمر 18 شهراً.

موعد الوصول إلى الولايات المتحدة

بدأت مريان حديثها بتحديد موعد وصولها إلى الولايات المتحدة، إذ وصلت في 20 فبراير/ شباط من العام الجاري، للحصول على اللجوء السياسي.

 ثم تابعت حديثها: "عندما كنت أسير عبر الجسر الدولي الذي يربط بين براونزفيل بولاية تكساس وماتاموروس بالمكسيك، شعرت بخوف يكاد يخنقني، كنت أسير نحو مستقبل غامض، في الوقت نفسه، كنت أترك ورائي حياة فيها الكثير من المخاطر".

برلمانيون وخبراء عسكريون: أسلحة الإرهابيين في سوريا مصدرها أمريكا وحلفائها

وأضافت: "لقد هربت من بلدي الأم هندوراس مع ابني البالغ من العمر 18 شهراً، بعد أن هدد العنف الحكومي حياتنا، الآن كان طفلي بين ذراعي عندما كنت أقترب من بوابة دخول الولايات المتحدة للبحث عن ملجأ، كنت أعلم أن عملية اللجوء قد تستغرق وقتًا طويلاً، وأنه من الممكن أن يتم احتجاز ولدي، بينما كنا ننتظر قيام القاضي بتحديد مستقبلنا"، ولكني لم أكن أتخيل أبداً أنهم سيبعدونه عني".

بعد أن أخبرت الضباط أنني كنت هنا لأطلب اللجوء، أحضروني إلى غرفة وسألوني أسئلة حول سبب قدومي إلى الولايات المتحدة، أخبرتهم بالخطر الذي واجهته في هندوراس — بسبب الاحتجاجات في أعقاب انتخابات رئاسية متنازع عليها".

أكملت مريان: "عرضت الوثائق التي أظهرت هويتي وابني، بما في ذلك هويتي الشخصية في هندوراس، وشهادة ميلاده وسجل ميلاده من المستشفى — وكانت هاتان الوثيقتان الأخيرتان قد أدرجتني كأم، احتفظ الضباط بكل هذه الوثائق، ولم يطرحوا أية أسئلة حول ما إذا كان هو ابني.

الليلة الأخيرة مع ابنها

تدخل مريان في نوبة من البكاء ثم تتابع حديثها، "قضينا تلك الليلة في منشأة ولم أكن أعلم أنها ستكون الليلة الأخيرة التي ينام فيها ابني بين ذراعي وأنه سيبتعد عني بعدها لأشهر.

أكملت مريان: "عندما استيقظنا في صباح اليوم التالي، أحضرنا ضباط الهجرة إلى الخارج حيث كانت هناك سيارتين حكوميتين في الانتظار، قالوا إنني سأذهب إلى مكان، وسيذهب ابني إلى مكان آخر، سألت مرارا لماذا، لكنهم لم يعطون سببا".

لجنة الانتخابات المركزية في هندوراس تعلن إعادة انتخاب الرئيس هيرنانديز

قسوة دائرة الهجرة مع الأم

في مشهد مأسوي أجبر الضباط المسؤولون عن الهجرة مريان على أن تتخلى عن ابنها، إذ تقول: "أجبرني الضباط على ربط ابني بمقعد السيارة، اهتزت يدي وأنا أفعل ذلك، وبدأ ابني بالبكاء. دون إعطائي ولو لحظة لتهدئته، أغلق الضابط الباب، كان بإمكاني رؤية ابني من خلال النافذة، بالنظر إلى الخلف — في انتظار أن أحضر السيارة معه — لكن لم يكن مسموحًا لي بذلك. كان يصرخ بينما كانت السيارة تنطلق".

أول ليلة للأم بعيدة عن ابنها

تابعت مريان حديثها لتتحدث عن أول ليلة لها بعيدًا عن ابنها: "تم إحضاري إلى مركز الاعتقال في بورت إيزابيل في لوس فريسنوس/ تكساس، بالكاد أستطيع أن أتحرك أو أتحدث أو أفكر في أن ابني لم يقض وقتا من دوني من قبل، والآن هو وحده في منشأة حكومية منفصلة".

أضافت: "في اليوم التالي، قيل لي إنه تم اقتياده إلى منزل رعائي ترعاه الحكومة الفيدرالية في سان أنطونيو، تكساس، لكن لم يتم إخباري بمن كان يعتني به، أو إلى متى سيظل هناك أو عندما أراه. في اليوم التال تلقيت رقم هاتف للاتصال به، ولكن لم يكن لدي إمكانية الوصول إلى هاتف".

حاولت مريان طلب المساعدة من أختها عبر الهاتف، إذ استطاعت أختها أن ترى ابنها برامج الفيديو الخاصة بالهاتف، لكنها لم تتمكن من ذلك، كانت خائفة من أن ينسى صوتها أو ينساها.

كانت مريان على وشك الانهيار إذ نقلت إلى ثلاثة مراكز احتجاز مختلفة في جميع أنحاء تكساس، لولا أنها كانت تصلي دائمًا ليرعى القدير ابنها".

موقف اليابان من قوانين الهجرة الأمريكية

اللقاء الأول بعد الاحتجاز

أخيرًا، في 3 أبريل/ نيسان وجد قاضي هجرة أن لديها طلبًا موثوقا به للجوء، وتم إطلاق سراحها بعد بضعة أسابيع، ثم تمكنت من تقديم طلب من خلال مكتب إعادة توطين اللاجئين الذي أعيد فيه ابنها.

وفي 2 مايو كان أول لقاء بين الأم وابنها، إذ تم جلب ابنها إليها بعد قضاء شهرين و11 يوما مع الغرباء، حيث عبرت عن ذلك بأنه فرح لا يوصف وأنها لم تستطع التوقف عن تقبيل وجهه

تلك القصة هي جزء من الدعوى الجماعية لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي التي تتحدى ممارسات الحكومة لفصل عائلات اللاجئين عن أطفالهم.

مناقشة