أضاف محمد، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" اليوم الخميس 31 مايو/ أيار، أن تركيا تعتبر أي حديث من أي جهة عن منظمة "عبدالله غولن"، المتهم الأول لديها في الانقلاب الذي فشل في العام 2016 قبل الماضي، هو دعم لهذا الانقلاب.
ولفت الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي إلى أن رد الخارجية التركية، الذي قالت فيه إن تركيا أصبحت تتعامل مع هذه الاتهامات، التي حواها تقرير الخارجية الأمريكية بشأن الحريات الدينية، على أنها اتهامات "اعتيادية" هو إشارة مباشرة إلى أنه لم تعد هناك قيمة للخارجية الأمريكية لديهم.
وأوضح الخبير في الشؤون التركية، أن الانقلاب الفاشل منذ عامين، كان خطوة فاصلة في مسار العلاقات التركية الأمريكية، حيث لم تعد الأمور بعدها بين البلدين كما كانت أبدا، خاصة أن أمريكا لم تقدم الدعم الذي قدمته روسيا — مثلا- للدولة التركية ولأردوغان، لذلك خلال عامين بدلت مسارها بشأن كثير من القضايا، التي كانت مشتركة بين البلدين.
وأكد عبدالشافي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، على أن هناك خلاف أخر أكبر يلوح في الأفق، بعدما نفت وزارة الخارجية الأمريكية تقارير إعلامية عن اتفاق بين واشنطن وأنقرة على خطة من 3 مراحل، لسحب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من مدينة منبج بشمال سوريا، فالأزمة لا تقتصر على الحريات الدينية.
ولفت الخبير في الشأن الأمريكي، إلى أن نفي توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق فني على خطة الانسحاب من منبج السوري، وهو الأمر الذي تسعى تركيا لحث الولايات المتحدة عليه منذ فترة طويلة، يعد عملا استفزازيا بالنسبة للجانب التركي، الذي كان يعلق آمالا كبرى على سحب أمريكا يدها من عملية دعم الأكراد، الذين تعتبرهم التهديد الأكبر لها، لذلك تنظر لها باعتبارها الراعي الرسمي لأي تهديد أو مؤامرة ضدها.
وشدد عبدالشافي، على أن الأزمة بين البلدين تتجه نحو منحنى خطير، فتركيا تعتبر أمريكا صاحبة يد طولى في دعم كل عمل أو تحرك إرهابي أو انقلابي ضدها، فهي — بالنسبة للأتراك — تحمي عبدالله غولن، المتهم بقيادة الانقلاب في تركيا، وكذلك تدعم الأكراد، الذين تعتبرهم تركيا تنظيما إرهابيا يهدد أراضيها طوال الوقت، وتحاربهم سياسيا وعسكريا واقتصاديا.