لكن هذا الظهور للأميرة السعودية، هيفاء بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على غلافة مجلة "فوغ آرابيا" الفرنسية المتخصصة في الموضة والأزياء، فجر حالة من الجدل الواسع داخل مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة.
واختلف رواد مواقع التواصل حول الصور، بين معارض لها لما وصفوه عدم تماشيها مع طبيعة المجتمع السعودي المحافظ، فيما اتهم آخرون المجلة الفرنسية بتجاهلها حملة القمع ضد ناشطات حقوق المرأة.
من جانبها، دافعت المجلة الفرنسية في تصريح لرئيس تحريرها، مانويل أرناون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن قرارها بنشر صورة الغلاف للأميرة هيفاء بنت عبد الله، في ملف بعنوان "النساء الرائدات في المملكة العربية السعودية".
وتابع "مناقشة القضايا الهامة ذات المغزى تعد أولوية بالنسبة لنا، لذلك قررنا ان نختار صورة مبدعة قوية تحقق هدفنا بصورة كاملة، ألا وهو التركيز على دور المرأة في المجتمع السعودي".
وأوضح كذلك أن الهدف من تلك الصور هو "الاحتفال بالإصلاح الثقافي الجاري في السعودية، خاصة وأن الأميرة هيفاء تدعم تلك الإصلاحات بحماس كبير".
وفي بيان منشور على الموقع الرسمي لمجلة "فوغ آرابيا" قال أرناون: "التقيت الأميرة هيفاء بنت عبد الله قبل ثلاثة أعوام للمرة الأولى. وكانت قد وصلتني رسالة إلكترونية هي بيان صحافي يعلن عن افتتاح معرض سموّها الانفرادي في نيويورك، فأسرني أسلوبها الفني في اللحظة نفسها، والذي يعيد تمثيل أيقونات عربية بلمسة سوريالية تضجّ بالألوان".
وتابع "بعد محاورة سموها بهدف نشر مقالة تدور حول موهبتها، تعاونا لأجل تنظيم حدث خيري لصالح منظّمة اليونيسيف. وقد شهدت تلك المرحلة بداية صداقة مستمرة برغم أننا لا نقيم في البلد نفسه. بعدما ترسخت معرفتي بالأميرة هيفاء ازداد انبهاري بها".
ومضى "هي (الأميرة هيفاء) امرأة كريمة ذات حضور أنيق ونبيل، فهي ابنة الملك الراحل عبد الله الذي اجتمع السعوديون على محبته. وللأميرة ثلاثة أولاد تكرس وقتها لهم ولحياتها العائلية وفنها. وبدلا من أن تستسلم للصورة النمطية للأميرة التي تلازم القصر وتكتفي بالاستمتاع بامتيازات حياتها المرفهة، استثمرت في دراساتها وازدهرت كفنانة تعرض أعمالها الفنية في قارات العالم المختلفة".
واختتم بقوله "لا يمكن أن أنهي هذه الرسالة من دون كلمة شكر خاصة أوجهها لصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، التي إلى جانب إلهامنا بروحها المنفتحة، لعبت دورا أساسيا في إنجاح هذا العدد. معرفة أن مستقبل العالم العربي تساهم في نحته نساٌء مميزات تجعلني في غاية الشوق والحماسة إلى الأيام المقبلة".