وقال العميد عبده عبد الله مجلي المتحدث الرسمي للجيش اليمني، التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي، في تصريحات إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، إن قوات التدخل السريع، "قوة مدربة على عمليات القتال داخل الأحياء، وملاحقة عناصر الميليشيات المتحصنة في المباني".
وأضاف أن لهذه القوات "القدرة على استهداف العناصر بشكل دقيق جدا، وهذا ما يعمل عليه الجيش حفاظا على سكان المدينة من الاقتحام المباشر، وستعمل هذه القوة على تطهير تلك المباني وتمهيد المواقع لتقدم الجيش لدخول الحديدة وتحريرها بالكامل".
وتابع متحدث الجيش: هذه القوات موجودة الآن في الدريهيمي، ومستعدة للانطلاق إلى مدينة الحديدة، وقادرة على تأمين المدينة من عمليات النهب والسلب من الميليشيات الحوثية.
وأضح أن "الاستفادة من هذه القوة جاء بناء على عملية استخباراتية رصدت المواقع الجديدة للثكنات العسكرية للميليشيات الحوثية في داخل المدينة واستخدامها لمواقع تجمع المدنيين" على حد قوله.
وأعلن التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة، مساء الاثنين، وصول القوات الموالية للحكومة إلى منطقة تبعد 20 كلم عن جنوب الحديدة إثر معارك ضارية خاضتها مع الجماعة على ساحل البحر الأحمر.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن رتلا عسكريا كبيرا يضم آليات ومركبات، يتوجه من المخا على بعد 180 كلم جنوبا إلى الحديدة شمالا.
ويقول سكان في مدينة الحديدة تحدثت إليهم الوكالة، إن "الحوثيين استقدموا بدورهم تعزيزات عسكرية، ونشروا دبابات وقاذفات صواريخ في الشوارع، وأقاموا نقاط تفتيش مكثفة".
وتبعد الحديدة عن صنعاء نحو 230 كلم غربا وتضم مطارا وميناء رئيسيا تمر عبره غالبية المساعدات والمواد الغذائية.
لكن التحالف العسكري يقول إن الميناء يشكل منطلقا لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، ومعبرا لتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية المجاورة من الاراضي اليمنية بشكل مكثف منذ نهاية العام الماضي.
ويدور نزاع مسلح في اليمن منذ سنوات بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الذين يسيطرون على صنعاء والحديدة ومناطق اخرى. وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/ آذار 2015 دعما للسلطة المعترف بها.
ومنذ هذا التدخل، قتل نحو عشرة آلاف يمني وأصيب أكثر من 50 ألفا بجروح، في حين تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويحتاج أكثر من 22 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات بينهم 8,4 مليون يواجهون خطر المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.
وأعربت الأمم المتحدة الثلاثاء عن قلقها الشديد جراء عملية استعادة مدينة الحديدة وإمكانية حدوث نزوح كبير، فيما بدأت بوضع خطط للتعامل مع التصعيد المحتمل في المعارك، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.
وسبق أن حذرت الأمم المتحدة من أن أي عملية تهدف للسيطرة على الحديدة قد تعطّل دخول شحنات المساعدات التي يعبر 70 بالمئة منها من خلال هذا المرفأ.