خبير: على الأردن تغيير تحالفاته السياسية

أشار الخبير والباحث السياسي والاقتصادي د. عبد الحي زلوم، إلى أن الجهات التي ضغطت على الأردن اقتصادياً وردعتها الغضبة الشعبية الحضارية، تسعى لامتصاص ما جرى والتحضير لمرة أخرى، مؤكداً أن على الأردن إعادة تقييم تحالفاته السياسية ليتمكن من الثبات على مواقفه.
Sputnik

عمان- سبوتنيك. وعلق زلوم على إعلان صندوق النقد الدولي يوم أمس بما يخص الأردن، قائلاً: "إن سياستهم يسمونها حافة الهاوية حاليا فهم حبسوا جميع المساعدات والخليج العربي يعطي مساعدات أو يحجبها بناء على تعليمات الولايات المتحدة بشكل واضح".

الأردن: حكومة جديدة... والاحتجاجات متواصلة!
ويشرح الخبير والباحث السياسي والاقتصادي:"لقد وجدوا أن الأمور قد تخرج عن السيطرة أو عما يريدونه، وما يريدونه بالأساس هو ضغط على الأردن لتمرير تصفية القضية الفلسطينية التي يسمونها صفقة القرن على حساب الأردن، والتي تقوم على نسيان مدينة القدس تماما وتصفية قضية اللاجئين".

وقال صندوق النقد الدولي في بيان له أصدره، يوم أمس، بأن الأحداث الأخيرة تؤكد ضرورة تحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الجهات المانحة الإقليمية، قدرا أكبر من الأعباء التي يتحملها الأردن نتيجة استضافته أكثر من مليون لاجئ سوري وتوفير الأمن في المنطقة، وهي أمور ظلت في مجملها تفرض ضغطا هائلا على موارده العامة، وهذا هو السبب وراء دعوة الصندوق المتكررة للمجتمع الدولي من أجل مساعدة الأردن بزيادة الدعم المالي المطلوب بشدة ويفضل في هيئة منح.

 وأضاف البيان الصادر عن الصندوق القول بأن الصندوق ما يزال ملتزما بمساندة الأردن وشعبه، وأنه يتطلع لمواصلة نقاشاته مع الحكومة الجديدة بغية عرض المراجعة الثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الأردني.

وانتهت المنحة الخليجية للأردن في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2016، ولم يتم تجديدها في حين بلغت المنح الخليجية المحولة إلى الأردن في العام 2017 حوالي 254 مليون دولا، من أصل 392 مليون دولار كانت مرصودة سابقاً.

وعمت الاحتجاجات الأردن منذ إعلان الحكومة عن مشروع قانون "ضريبة الدخل " الذي كان بضغط الصندوق على الأردن لسنه، وانتهت الاحتجاجات يوم أمس عندما أعلن رئيس الحكومة الأردنية المكلف عمر الرزاز بأن الحكومة ستسحب القانون، وتفتح باب الحوار مع كافة الأطياف حوله.

كيف بدأت شرارة الاحتجاجات في الأردن
وتعليقا على ما سبق يقول زلوم بأن "أطرافا عديدة وجدت أن هنالك زخماً شعبياً، والخطر فيه أنه عفوي ولكنه حضاري ولا مشاكل غوغائية فيه، لكنهم يخشون لأن الأردن بطريقة أو بأخرى، سواء كان يريد الأردن أو لا يريد، هو يحمي الحدود سواء مع إسرائيل أو السعودية أو غيرها".

وبناء على ما سبق يقول الخبير:"خافوا من أنهم قد يكونوا قد زادوا الضغط على الأردن، وفكروا بضرورة التخفيف عن الأردن، وذلك عبر منح الأردن مساعدات، واصفا ذلك بأنها محاولة امتصاص للانتفاضة الجماهيرية والتحضير لمرة أخرى بشكل أفضل".

ونظراً لأن زلوم يربط كثيراً بين الأحداث الأردنية الأخيرة وصفقة القرن، يذكر الخبير بأن "حزب الليكود الإسرائيلي يقول بأن الأردن ضفتين، والضفتان لنا"، مؤكداً وجود "نية لتصفية للقضية الفلسطينية والمفروض أن تكون على حساب الأردن وأن الأردن وقف وقفة ما كانوا يتوقعونها بما يخص صفقة القرن".

ورداً على سؤال "إن كان بإمكان الأردن تغيير خياراته السياسية، قال زلوم إن "الأردن ونظامه مستهدفان وعمليات الترقيع لن تكون مجدية فالمطلوب إعادة تقييم تحالفاتنا"، وذلك عبر "استعمال ميزاتنا الجغرافية لتحقيق أهدافنا الجيوسياسية".    

مناقشة