أزمات جديدة تعصف بالعلاقات التركية الإسرائيلية

أعاد إلقاء السلطات الإسرائيلية القبض على مواطن تركي بمطار بن غوريون إلى الأذهان توتر وتأزم العلاقات التركية ــــ الإسرائيلية، التي شهدت طوال عقود حالة من الشد والجذب، تخللها سنوات من العلاقات الطيبة.
Sputnik

وألقت وسائل الإعلام الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية، مساء الخميس، 14 يونيو/حزيران، الضوء المكثف على مدى خطورة إلقاء القبض على مواطن تركي أثناء مغادرته مطار بن غوريون، الأثنين الماضي، على مستقبل العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية، التي يطمح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في تطويرها بما تخدم معها المصالح الإسرائيلية.

بعد القبض على مواطن تركي بتل أبيب... أزمة جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية
اهتم الموقع الإلكتروني العبري "واللا" بإلقاء القبض على المواطن التركي، أبرو أوزقان، البالغ من العمر 27 عاما، ومدى أثره على مستقبل العلاقات الثنائية بين الطرفين، التركي والإسرائيلي، خاصة وأن الشرطة الإسرائيلية جددت حبسه حتى الواحد والعشرين من الشهر الجاري، بتهمة انتمائه لمنظمة إرهابية.

كانت القناة السابعة العبرية، قد ذكرت أن "الشاباك" الإسرائيلي (المخابرات الإسرائيلية الداخلية) قد ألقت القبض على المواطن التركي، أوزقان، رغم تأزيم العلاقات الثنائية، خاصة وأن وسائل الإعلام التركية، قد أشارت، أمس، الخميس، إلى عدم قبولها إلقاء الشرطة الإسرائيلية القبض على مواطنها في مطار تل أبيب أثناء مغادرته لأنقرة.

 وأشارت إلى أن هذه الواقعة قد تتسبب في وقوع أزمة دبلوماسية جديدة بين الطرفين. خاصة مع دعوى الشاباك انتماء المواطن التركي لمنظمة إرهابية، وهو ما يتزامن مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية التركية، في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، واتهام محرم إنجا، منافس الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، بعقد أردوغان لاتفاقات سرية مع إسرائيل.

"خناقة" تصريحات بين أردوغان ونتنياهو... وخبير: قد تصل للقطيعة الدبلوماسية
من المعروف أن العلاقات الثنائية، التركية ــــ الإسرائيلية، قد شهدت مؤخرا خلافات كبيرة حول مجموعة من الملفات والقضايا، من بينها استمرار ملف "الاعتراف الإسرائيلي بإبادة الأرمن"، وهو ما كاد أن يتسبب في أزمة عميقة بينهما، لكن نتنياهو أنهى هذا الملف حينما رفض وضع قانون الاعتراف بالإبادة الأرمينية على أجندة الكنيست الإسرائيلي، رغم إثارة بعض الوزراء الإسرائيليين للملف نفسه، غير مرة، بدعوى أن التاريخ سيذكر أن بلادهم رفضت الاعتراف بالإبادة التركية للأرمن.

كانت القناة الثانية الإسرائيلية قد نشرت على موقعها الإلكتروني، في الثاني من يونيو/حزيران الجاري، أن نتنياهو، رفض اعتراف الكنيست بإبادة الأتراك للأرمن؛ "حفاظا على العلاقات القوية مع تركيا"، حيث تدخل لدى أعضاء الكنيست ووزارة الخارجية بطلب الحفاظ على العلاقات الطيبة مع رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، والعلاقات الدبلوماسية مع تركيا، بوجه عام.

تسبب تقديم تركيا والجزائر لقرار إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة قبل عدة أيام، وموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة عليه، مساء الأربعاء الماضي، في توتير العلاقات التركية ــــ الإسرائيلية، خاصة وأن القرار يتعلق بإدانة تل أبيب لاستخدامها القوة المفرطة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خلال مسيرات العودة بطول الحدود الفلسطينية ــــ الإسرائيلية، وذلك بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت". 

جاء التصويت بأغلبية 120 صوتا لصالح القرار، ورفض 8 أعضاء، وامتناع 45 عضوا عن التصويت، وأوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمينها العام، أنطونيو جوتيرتش، بوضع آلية لتوفير "حماية دولية" للأراضي الفلسطينية.

اتفاق أردوغان ونتنياهو...وسقطت ورقة التوت
في الإطار نفسه، سبق للرئيس التركي، أردوغان، أن أعلن رفضه لنقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس، ودعا بعدها المجتمع الدولي إلى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودفاعه الدائم عن مسيرات العودة في قطاع غزة، حتى أنه عقد مؤتمرا لنصرة القدس، في الثالث عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول 2017، بمشاركة واسعة من قادة ورؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية، لبحث تداعيات القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى مدينة القدس، أستكمله بعقد مؤتمر آخر، في التاسع والعشرين من يناير/كانون الثاني 2018، للدفاع عن القدس وتاكيد أهميتها، وتعزيز مشاعر التضامن مع الشعب الفلسطيني.

ومن هنا، فإن إلقاء الشرطة الإسرائيلية، أو جهاز الشاباك، القبض على مواطن تركي قد زاد من حالة التوتر والتأزم في العلاقات التركية ــ الإسرائيلية. 

 

مناقشة