انتخابات غير عادية
تعتبر هذه الانتخابات مفصلية وحاسمة بالنسبة للدولة التركية، إذ أنها تعتبر بداية لعصر جديد يشهد تحول في نظام الحكم من البرلماني إلى الرئاسي.
ففي أبريل/ نيسان من العام الماضي، شهدت تركيا استفتاء شعبيا على تحويل نظام الحكم من البرلماني إلى الرئاسي، بعد مجموعة من التعديلات الدستورية اقترحها حزب الرئيس رجب طيب أردوغان.
ووافق %51.4 من المصوتين على تمرير التعديلات، على أن يبدأ تطبيق النظام الجديد مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 .
إلا أن أردوغان دعا إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، بعد اقتراح من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي.
ومع دخول تركيا النظام الرئاسي سيلغى منصب رئيس الوزراء كما هو الوضع حاليا، إذ ستؤول صلاحياته إلى الرئيس الذي سيعين نوابا له.
البرلمان
يضم البرلمان التركي، حاليا، 600 مقعدا.
ويتنافس في الانتخابات البرلمانية، للحصول على أصوات الناخبين الذين يبلغ عددهم نحو 59 مليون ناخب، ثلاثة أحزاب وتحالفين اثنين.
التحالف الأول هو "تحالف الشعب"، ويتشكل من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم وحزب "الحركة القومية" وحزب "الوحدة الكبرى"، ويعتبر هو الأوفر حظا للحصول على الأغلبية.
التحالف الثاني هو "التحالف القومي"، ويضم أربعة أحزاب هي حزب "الشعب الجمهوري" المعارض وحزب "الخير"، بزعامة وزيرة الداخلية السابقة والمرشحة الرئاسية ميرال أكشينار، وحزب "السعادة" و"الحزب الديمقراطي".
أما عن الأحزاب المتنافسة فهم حزب "الشعوب الديمقراطي"، الموالي للأكراد. و"حزب الله" كردي، وحزب "الوطن"، بزعامة دوغو بيرنجك.
انتخابات الرئاسة
تجرى الانتخابات الرئاسية بنظام الأغلبية، فإذا فاز أحد المرشحين بنسبة 50%+1، فإنه بذلك يصبح رئيسا للجمهورية من الجولة الأولى.
أما إذا فشل أي من المرشحين في الحصول على هذه النسبة، يتأهل إلى الجولة الثانية المرشحون الذين حصلوا على أعلى نسبتين في الجولة الأولى، ويفوز في الرئاسة المرشح الذي يحصل على أعلى نسبة الأصوات.
المرشحون الستة
1- رجب طيب أردوغان
يعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان هو المرشح الأوفر حظا، وفقا لاستطلاعات الرأي التي أجريت في فترات مختلفة.
ويتولى أردوغان السلطة منذ عام 2002، عندما أصبح رئيسا للوزراء وحتى عام 2014. ثم أصبح رئيسا للجمهورية في أول انتخابات تجرى بنظام الاقتراع المباشر.
ووفقا لاستطلاع للرأي، نشرته "رويترز" بداية الشهر الجاري، يفوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية، لكنه لن يتمكن من حسمها في الجولة الأولى.
2- صلاح الدين دميرتاش
مرشح حزب "الشعوب الديمقراطي"، الموالي للأكراد، يقبع في السجن منذ عام ونصف ويخوض حملته الانتخابية من السجن عبر رسائله الصوتية.
ويدعو دميرتاش إلى إعادة العمل بالنظام البرلماني ومنح مزيد من السلطات للإدارات المحلية المنتخبة.
وكان قد تم اعتقاله في 4 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016 بتهمة التعاون مع حزب "العمال الكردستاني"، الذي تصنفه تركيا "منظمة إرهابية".
3- ميرال أكشينار
مرشحة حزب "الخير"، ووزيرة داخلية سابقة، تعتبر من أشد المعارضين لتحول تركيا إلى النظام الرئاسي، وتعهدت بإعادة العمل بالنظام البرلماني ورفع حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد منذ عامين.
وتولت أكشينار منصب وزيرة الداخلية عام 1996 وشاركت في تأسيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم. وانضمت إلى حزب "الحركة القومية" قبل أن يتم طردها من الحزب عام 2016.
4- محرم إنجه
مرشح حزب "الشعب الجمهوري" العلماني ويدعو إلى إعادة النظام البرلماني. وهو مدرس فيزياء سابق، ونائب في البرلمان منذ 2002. وهو معارض قوي لأردوغان وتعهد بوضع دستور جديد للبلاد، مع التأكيد على فصل السلطات، ووضع نظام تعليمي مجاني ديمقراطي علماني.
5- تمل كرم الله أوغلو
هو مرشح حزب "السعادة" المحافظ، الذي ورث توجهات الراحل نجم الدين أربكان.
6- دوغو بارينجاك
هو مرشح حزب "الوطن" القومي، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن فرصه للنجاح ضعيفة جدا.
وعلى الرغم من ترجيحات فوز الرئيس أردوغان، فإن استطلاع للرأي، أجري مؤخرا، وشمل 3 آلاف تركيا في 26 مقاطعة، فقد أظهر حصوله على 48.3% من الأصوات في الجولة الأولى، مع مرشح حزب المعارضة الرئيسي ، محرم إنجه ، بنسبة 31.4 %. ما يعني أنهما سيتجهان لجولة ثانية من الانتخابات.
وقال أكثر من 53 % من المستجيبين أنهم سيصوتون لأردوغان في الجولة الثانية.