أعدم تنظيم "داعش" الإرهابي، المختطفين العراقيين الثمانية من محافظتي كربلاء والأنبار، قبل أيام من تاريخ إلقاء جثثهم المشوهة والممثل بها يوم أمس الأربعاء، على طريق بين محافظتين في شمالي بغداد، قاتلا معهم كل آمال ذويهم وأطفالهم الذين لم تجف دموعهم حتى اللحظة منذ ساعة اختطاف آبائهم.
التقرير الطبي المريع
حصلت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، على صور من داخل مستشفى قضاء الطوز خورماتو، بمحافظة صلاح الدين، للجثث، من الجهات الأمنية والطبية الرسمية، وتأكيد تقرير الطب العدلي على أن الوفاة تعود لخمسة أيام من رميهم مغدورين على الطريق، في الوقت الذي كان يدعي به تنظيم "داعش" الإرهابي تفاوضه مع ذوي المختطفين.
وحسب الصور التي نتحفظ عن نشرها مراعاة لمشاعر ذوي الضحايا، هناك أثار تعذيب وإطلاقات نارية على منطقة الرأس وكل الجسم من كل جثة وأغلبها كانت متفسخة ومنها من تحول إلى لون أسود داكن.
وهذا يعني أن تنظيم "داعش"، قد نفذ الإعدام بالمختطفين، قبل يوم 23 حزيران/ يونيو، من بثه التسجيل المصور لهم وهم أحياء، مطالبا بإطلاق سراح "داعشيات" في السجون العراقية، مقابل حياة الرجال من كربلاء، والأنبار، وسط وغرب العراق.
إرهابيات
على صعيد متصل، كشف الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، في حديث لمراسلتنا، اليوم الخميس، عن النساء اللواتي تفاوض تنظيم "داعش" الإرهابي، عليهن مقابل إخلاء سبيل المختطفين، قائلا:
"بحسب التواصل مع عائلات المخطوفين، فإن "داعش"، تفاوض معهم بشكل مباشر، ولم يقبل أن يكون هناك مفاوض مع وسيط أمني، بل أن تكون العائلات هي الوسيط مع الجهات الحكومية".
وأوضح الهاشمي، أن العائلات تنقلت رواياتهم، منهم من قال إن "داعش" طالب بإطلاق سراح 7 نساء، وآخرون قالوا: 5 نساء، ولم يركزوا على أسمائهن.
وتابع الهاشمي: لكن تم التأكد من اثنتين من هؤلاء النساء، وهما: الأولى زوجة الإرهابي "أبو يحيى العراقي" وهو مساعد زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، وهي موجودة في السجون العراقية، أما الثانية، فهي فرنسية وتدعى "جميلة" من السجينات اللاتي صدر عليهن من القضاء العراقي، حديثا، حكما بالإعدام.
وأفاد الهاشمي، بإن الداعشيتان، محكومتان بالإعدام، منوها إلى أن القضاء العراقي لا يحكم على امرأة عراقية، أو من غير جنسية، حتى يتأكد أنها مشاركة بعمليات قتل أو أدت إلى القتل.
رد الفعل
وحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، تلقت مراسلتنا نسخة منه، اليوم، أن التوجيه بتنفيذ عمليات لملاحقة الخلايا النائمة والقصاص منها، جاء خلال زيارة للعبادي، إلى مقر جهاز مكافحة الإرهاب وعقده اجتماعا مع قيادات الجهاز.
وأكد العبادي، في البيان أن "العراقيين لديهم ثقة عالية بهذا الجهاز وقدراته وأنه سيكون بمستوى التحدي"، مضيفا أن "داعش" لا يسيطر حاليا على أي مناطق وعناصرها يختبئون في مناطق بسلاسل الجبال وكانوا يستخدمونها منذ القدم وتم التوجيه بملاحقتهم وتتبع خيوط هذه الخلايا.
وبين العبادي، أن هناك متابعة دقيقة للخلايا الإرهابية، منوها إلى أنه تم توجيه ضربات موجعة لهذه الخلايا، قائلا "مثلما وعدنا بتحرير الأرض، وتم الوفاء بالوعد، فإننا نعد مواطنينا بالقضاء على هذه الخلايا والقصاص من القتلة.
الإعدام لإرهابيين
عند الصباح الباكر، أصدرت الجنائية المركزية العراقية، حكما بالإعدام على ثلاثة عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي، ممن ينتمون لما يسمى "ولاية ديالى" "المحافظة التي على طريقها مع كركوك ألقيت جثث المختطفين".
وقال المتحدث باسم مجلس القضاء العراقي، القاضي عبد الستار البيرقدار، في بيان حصلت مراسلتنا على نسخة منه، اليوم، "إن المحكمة الجنائية المركزية في الرصافة، حكمت بالإعدام شنقا حتى الموت بحق ثلاثة عناصر ينتمون لـ"ولاية ديالى" في تنظيم "داعش" الإرهابي شغلوا مناصب أمنية وعسكرية".
وأوضح بيرقدار أن "أحد المتهمين يشغل منصب مسؤول مفرزة عسكرية، وآخر عمل ضمن المفارز الأمنية والعسكرية، وثالثا شغل منصب أمين مضافات الأسلحة الخاصة بالتنظيم في ولاية ديالى".
ولفت إلى أن "المتهمين ضبطت بحوزتهم أسلحة ومواد متفجرة منها الـ(TNT) ومادة النترات، والبارود الأسود، فضلا عن قنابر هاون، وقداحات كهربائية، وكارتات تفجير".
وبين المتحدث باسم مجلس القضاء العراقي، أن المحكمة أصدرت حكم بالإعدام شنقا حتى الموت بحق المتهمين وفقا لأحكام المادة الرابعة / 1 من قانون مكافحة الإرهاب.
ورثى الناشطون عبر مواقع التواصل، ومنها "فيسبوك"، الضحايا المغدورين، بغضب وتحميل للمسؤولية على عاتق الجهات الأمنية والسياسية، على الرغم من حملات المطالبة بتحريرهم والسعي إلى إنقاذهم عبر هاشتاغات أبرزها "أنقذوا بابا" والتي تصدرتها صورة الطفلة فرح التي لم يحالفها الاسم وهي باكية على أبيها.
وأعلن مركز الإعلام الأمني العراقي، في بيان تلقته "سبوتنيك"، نسخة منه، مساء أمس، قائلا:
"مرة أخرى يقدم الإرهاب على جريمة تكشف قباحته وهي ليست بجديدة على عدو لا يعرف معنى الإنسانية بل وظيفته هي محو الحياة وفي الوقت الذي بذلت فيه قواتنا الأمنية جهودا كبيرة ومكثفة للبحث عن المخطوفين على طريق ديالى — كركوك".
وذكر المركز، كما عهد العراقيون إجرام الإرهاب فلم يمهل هؤلاء "الشهداء" وأقدم على قتلهم، ومن طبيعة الجثث يتبين انه أقدم على هذا الفعل "الشنيع" منذ أيام ولم يلتزم بمهلته التي ظهرت على شريط الفيديو فهو ناقض للعهود وقاتل كذاب.
ونوه الإعلام الحربي، إلى أن القوات الأمنية أقسمت على الأخذ بثأر المغدورين، من العصابات الإجرامية التي عاثت بالأرض فسادا، ولن يهدأ لنا بال حتى يتم القصاص من هذه العناصر "البائسة" التي لا تعرف سوى الغدر والهزيمة.
واختتم المركز، بتعزية تقدم بها لذوي الضحايا في هذه الحادثة التي وصفها بالأليمة.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلن عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي في تصريح لمراسلتنا، قائلا "تم العثور المختطفين وهم 8، مقتولين قرب تل الشرف مقابل ناحية سلمان بيك التابعة لمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد".
وأضاف البياتي، أن الجثث ممثل بها من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي، قد بث السبت الماضي 23 حزيران/ يونيو، تسجيلا مصورا للأشخاص الذين ينحدرون من محافظة كربلاء والأنبار، اختطفهم من الطريق الرابط بين محافظة كركوك، والعاصمة، مطالبا الحكومة العراقية بإطلاق سراح "معتقلات" من السجون، مقابل عدم إعدامهم والإفراج عنهم.