ويرى الخبراء أن عملية تحرير درنة ليست نهاية المطاف، وأنها بداية لعمليات أوسع وأشمل في ليبيا، وأن المرحلة الأولى فيها تتركز على إقليم برقة في الشرق، الذي يتضمن عدة مناطق تنتشر فيها مليشيات خارجة عن القانون وكتائب تقول إنها "تابعة للثوار".
العملية الأخيرة
وأعلن الجيش الليبي انتهاء عملية تحرير درنة، أمس الخميس، بعدما استمر القتال نحو شهرين، تمكنت خلالها قواته من طرد عناصر مجلس شورى مجاهدي درنة.
ويعود مجلس شورى مجاهدي درنة إلى تنظيم "أنصار الشريعة" المصنف كتنظيم إرهابي من قبل مجلس الأمن في نوفمبر عام 2014.
تأسيس مجلس شورى درنة
ومؤسس التنظيم هو سالم دربي، أحد قيادات الجماعة الإسلامية في ليبيا، الذي شارك في عدة عمليات إرهابية في تسعينات القرن الماضي، وظل دربي مطاردا منذ عام 1996 في عهد القذافي، حتى أعلن التراجع عن أفكاره عام 2006، إلا أنه عاد للعمل المسلح بعد سقوط القذافي مباشرة وأسس "كتيبة شهداء أبو سويلم" التي مرت بمراحل عدة حتى تأسيس مجلس شورى مجاهدي درنة في 12 ديسمبر / كانون الأول 2014، الذي بايع تنظيم القاعدة، حسب "بوابة الحركاة الإسلامية".
وقتل دربي في العام 2015 بعد اشتباكات بين المبايعين لتنظيم "داعش" والموالين لـ"القاعدة" داخل المدينة، وبعد تبادل لعمليات الاغتيال بين عناصر التنظيمين الإرهابيين في المدينة، تمكن "مجلس شورى مجاهدي درنة" من طرد تنظيم "داعش" منها، والسيطر عليها منذ ذلك الحين.
أهمية تحرير درنة
قال عبد الكريم صبرة، الناطق باسم غرفة عمر المختار بدرنة، إن الأهمية العسكرية لعملية تحرير درنة، هي أن المدينة كانت البؤرة الأساسية والأقدم تاريخيا في تمركزات الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وأنها كانت مركز الانطلاق من وإلى سوريا في الأعوام السابقة، حيث كانت تنقل العناصر والأسلحة والمتفجرات من وإلى سوريا عبر البحر، وأن العناصر والجنسيات الأجنبية كانت تتمركز في المدينة.
وأضاف، في تصريح لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة 29 يونيو / حزيران، أنه بعد عملية التحرير تمكنت مديرية أمن درنة التابعة لوزارة الداخلية من نشر التمركزات في المدينة وبسط السيطرة عليها بمساعدة القوات المسلحة وشباب المدينة.
ولفت الناطق باسم غرفة عمر المختار إلى أن عملية التحرير تساهم في استكمال السيطرة على إقليم برقة وتعطي الدافع والثقة للجنود والعسكريين وكذلك المواطنين في كافة أنحاء ليبيا لمواصلة القتال، كما أنها تمهد لعملية تحرير الجنوب الليبي وكذلك العاصمة طرابلس، وتؤكد على أن الجيش الليبي يسعى لأن تكون ليبيا دولة موحدة، وأنه لا فرق بين من في الشرق أو الغرب، وأن تطهير الدولة من الإرهاب والعنف هو الأولوية لعمل القوات المسلحة.
الموقع الجغرافي
درنة هي إحدى المدن الجبلية، التي تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرقي ليبيا، ويحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب تحدها سلسلة من تلال الجبل الأخضر، التي استخدمت في اختباء الجماعات الهاربة لسنوات.