وأوضحت المصادر أن معارك عنيفة دارت بين مقاتلي "الهيئة" التي يتخدها تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، واجهة له، وبين إرهابيين من تنظيم "داعش"، وأسفرت في نهايتها عن سيطرة الجانب الأول على البلدة.
وكشفت المصادر عن أن "هيئة تحرير الشام" استقدمت تعزيزات كبيرة لها إلى مدينة سرمين قوامها من المسلحين الشيشان والصينيين لما يتمتعون به من خبرة وإتقان للقتال تفوق قدرة المسلحين المحليين، وذلك تزامنا مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات مع تنظيم داعش، مؤكدة أن مسلحي الهيئة تمكنوا صباح اليوم من السيطرة على كامل مدينة سرمين في ريف إدلب الشمالي الشرقي، بعد معارك قتل فيها حوالى 35 مدنيا ومسلحا من الطرفين خلال الـ 24 ساعة الأخيرة من الاشتباكات، إضافة إلى إصابة عدد كبير من المدنيين.
وفي السياق، تحدثت مصادر مقربة من الهيئة عن أن مسلحيها عثروا على 8 جثث لعناصر كان تنظيم داعش قد أعدمهم بأحد مقراته في سرمين حيث يعود 3 منها لمسلحي "حركة تحرير سوريا" و4 آخرين لمسلحي الهيئة كانوا قد اختطفوا في وقت سابق على طريق بلدة أريحا.
وكانت أولى المعارك قد اندلعت بشكل علني بين مسلحي "داعش" و"النصرة" عندما قامت مجموعات من المسلحين (الإيغور والأوزبك) الذين ينتمون إلى "هيئة تحرير الشام"، وبين مسلحين عراقيين يستوطنون مع عائلاتهم ضمن المنطقة الحدودية السورية التركية غرب إدلب، وذلك بعد اتهامهم بالانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وأفضت تلك الاشتباكات إلى القضاء على المجموعة العراقية، حيث قتل منهم سبعة وتم اعتقال 23 آخرين، فيما لا يزال مصير عائلاتهم مجهولا.
وحينذاك، رد تنظيم "داعش" على هذا الهجوم من خلال سيارة مفخخة استهدفت أحد مقرات الهيئة غرب إدلب نتج عنها مقتل 6 مسلحين وإصابة آخرين بالإضافة لقيام التنظيم بإعدام 3 من مسلحي الهيئة.
ولا تزال محافظة إدلب وريفها تشهد انفلاتا أمنيا واسعا جراء الصراع الدائر بين الفصائل المسلحة على النفوذ والغنائم وعائدات المعبر البرية بين سوريا وتركيا، ويتجلى ذلك من خلال انتشار عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 5000 آلاف مسلح من مختلف التنظيمات.