وفي اتصال خاص مع أحد أعضاء غرفة الاستطلاع في الجيش الليبي أكد لـ"سبوتنيك" أن المعلومات الواردة من داخل سرت بشأن الحشد المسلح غير مؤكدة حتى الآن، إلا أنه لم يستبعد ذلك موضحا أنه من المتوقع أن تكون هناك معركة كبيرة في منطقة الهلال النفطي، وكذلك منطقة الجفرة كونها منطقة استراتيجية هامة ينطلق منها الطيران الليبي الذي يغطي النطاق الجوي لليبيا بشكل كامل، وأن الجيش الليبي يعلم جيدا أن هناك تحركات لمحاولة السيطرة على الهلال النفطي مجددا.
وأضاف المصدر العسكري أن سرت خاضعة للسيطرة الأمنية لقوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، كما تنتشر كتائب سرايا بني غازي الهاربة من المدينة منذ 2014، فيما تضم بعض الأفراد الذي هربوا من درنة خلال المواجهات الأخيرة.
الأهمية الجغرافية لـ"سرت".
ترجع أهمية المدينة لموقعها الجغرافي خاصة في ظل الظرف الحالي بعد سيطرة الجيش الليبي على منطقة الهلال النفطي بشكل كامل في 26يونيو/ حزيران وذلك حسب إعلان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي العميد أحمد المسماري، الذي أكد أن الجيش استعاد السيطرة على مينائي "رأس لانوف والسدرة النفطيين"، وأن وحدات الجيش الليبي انتزعت مطار رأس لانوف ومواقع هامة حوله من قبضة قوات إبراهيم الجضران.
نقطة فاصلة
تقع المدينة في منطقة وسط ليبيا، وتعتبر المدينة الأهم في هذه المنطقة، ويمكن لمن يسيطر عليها التحرك نحو شرقي ليبيا أو غربيها لامتلاكه استكشاف الطرق بشكل تام، كما أن قرب المدينة من موانئ النفط الرئيسية الثلاث في ليبيا، وهي (البريقة ورأس لانوف و السدرة)، وقربها كذلك من عدد من حقول النفط، ومنابعه وخصوصا الواقعة جنوب شرق المدينة يجعلها نقطة استراتيجية خطيرة.
الخلاف على النفط
بعد سيطرة الجيش الليبي على منطقة الهلال النفطي وتسليمها للحكومة الليبية المؤقتة في طبرق، أعلنت حكومة الوفاق رفضها للعملية وخلال اجتماع أمس لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، والمبعوث الأممي غسان سلامة، قالا إن المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس هي الكيان الشرعي الوحيد المسؤول عن إدارة.
النفط تحت الإشراف الحصري لحكومة الوفاق
وأشار السراج وسلامة إلى أن التطورات الأخيرة، والقرارات الأحادية، لا تخدم المسار السياسي المتفق عليه تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية على قاعدة دستورية سليمة نهاية العام الجاري 2018.
سرت خلال 7 سنوات
تعد مدينة سرت الفاصل الجغرافي والسياسي بين الشرق في طبرق والغرب في طرابلس، وتعرضت لقصف عنيف من قبل طائرات التحالف الدولي في العام 2011حين لجأ إليها الرئيس السابق معمر القذافي، ثم غابت عن المشهد بعد مقتل القذافي حتى أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من دول العالم) عن وجوده فيها وأنها إمارة تابعة له في مايو/أيار 2015، وسيطر تنظيم داعش على كافة المؤسسات الحكومية والمدنية في المدينة، من بينها مبنى الإذاعة والتلفزيون، مستشفى ابن سينا، الجامعات، مركز الهجرة، ومطار ست، واكتملت هذه السيطرة في يونيو/حزيران من نفس العام، وتمكن في ذلك الوقت من بسط نفوذه فوق مساحة طولها 200 كيلومتر بين طرابلس وطبرق، و40 كيلومتر جنوبا، ما سمح للتنظيم بالسيطرة على مراكز حيوية مثل آبار النفط المصدر الرئيس لتمويله في تلك الفترة.
في فبراير/شباط 2015، نشر التنظيم "مقطع فيديو" وهم ينفذون الإعدام في 21 مصريا كانوا موجودين في الأراضي الليبية.
في أبريل/نيسان، نشر التنظيم "مقطع فيديو" لمقتل 30 على الأقل من المسيحيين الأثيوبيين في حوادث منفصلة في سرت وجنوبي ليبيا.
في أغسطس/آب، أنشأ مقاتلو داعش إدارة عامة ومحكمة إسلامية في سرت.
في أكتوبر/تشرين الأول، قطع أعضاء ملثمون من داعش رأسي رجلين اتهموهما بممارسة السحر، وصلبوا شيخا صوفيا مسنا.
في 24 إبريل 2016، أعلنت "القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية اكتمال استعداداتها لخوض معركة تحرير سرت من قبضة تنظيم "داعش".
على الجانب الآخر أعلنت كتائب مدينة مصراته، التابعة لقيادة الجيش المنبثق عن "المؤتمر الوطني" حينها، استعدادها للتوجه إلى سرت لتحريرها من قبضة تنظيم "داعش".
في 17 ديسمبر/كانون الأول، أعلن رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج رسميا تحرير مدينة سرت، معقل "داعش"، بعد معارك استمرت 8 أشهر خاضتها قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق.